أكد الدكتور الهادي إدريس،القيادي البارز في تحالف «تأسيس»، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أن التحالف السياسي الجديد المعروف باسم “تأسيس” يرحّب بجميع القوى السودانية المدنية والعسكرية، باستثناء الحركة الإسلامية التي اعتبرها الطرف الوحيد المستثنى من المشاركة.
وأوضح إدريس أن التحالف يسعى إلى بناء جبهة وطنية واسعة تضم الفاعلين السياسيين والاجتماعيين من مختلف الأطياف، بمن فيهم المكونات المسلحة والقوى المدنية، لمواجهة ما وصفه بـ”خطر عودة النظام البائد عبر واجهات متعددة”، مشيرًا إلى أن الحركة الإسلامية لم تغادر المشهد قط، بل ظلت تسعى لإعادة تموضعها في السلطة من خلال تغلغلها داخل مؤسسات الدولة، خاصة القوات المسلحة.
وأضاف أن التحالف يهدف إلى توحيد الجهود لإنهاء الحرب وتحقيق التحول الديمقراطي، لكن لا يمكن الحديث عن أي مشروع وطني جامع في ظل وجود أطراف تعرقل المسار الديمقراطي وتسعى لفرض أجندة أيديولوجية ضيقة، في إشارة واضحة إلى تيار الإسلاميين المرتبطين بنظام الإنقاذ.
خلفية:
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه الساحة السياسية السودانية حراكًا مكثفًا لإعادة ترتيب صفوف القوى المناهضة للحرب، وسط حالة من الاستقطاب الحاد والانقسام داخل المعسكرات السياسية والمدنية. وكان تحالف “تأسيس” قد بدأ خطواته الأولى كمنصة للحوار بين قوى الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، وبعض الحركات المسلحة، وتيارات مستقلة، بهدف بناء تحالف جديد بديل عن التفاهمات السابقة التي انهارت مع اندلاع الحرب في أبريل 2023.
دلالة التصريح:
استبعاد الحركة الإسلامية من هذا التحالف يعكس حجم التحفظات السياسية والشعبية تجاه دورها في الأزمات السابقة، كما يشير إلى استمرار حالة الرفض العميق لأي عودة مباشرة أو غير مباشرة للنظام السابق إلى السلطة، خاصة بعد أن أصبحت الحرب الحالية ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات السياسية والجهوية.