دخلت أحياء واسعة في مدينة أم درمان أسبوعها الثاني بدون كهرباء أو مياه صالحة للشرب، وسط موجة حر شديدة بلغت ذروتها اليوم بوصول درجات الحرارة إلى 43° مئوية، في ظل صمت تام من الجهات الحكومية وانعدام أي تدخل طارئ لتخفيف المعاناة.
وقالت مصادر من داخل أحياء الثورة، الفتيحاب، أم بدة، وكرري إن التيار الكهربائي منقطع بشكل كامل منذ أيام، كما جفّت صنابير المياه دون أي جدول معروف للتوزيع أو تنبيه مسبق، مما دفع المواطنين للاعتماد على مياه الآبار والسيارات التجارية بأسعار باهظة.
وأضاف السكان أن انقطاع الكهرباء تسبب في تلف الأطعمة وانهيار تام للخدمات الطبية المنزلية، خاصة لمرضى السكري والضغط الذين يعتمدون على أجهزة كهربائية، في حين تفاقمت الأزمة الصحية مع تعذر تخزين المياه وموجات الحمى المنتشرة.
ووصف ناشطون محليون الوضع بأنه “جحيم يومي”، خاصة مع الانعدام التام لوسائل التبريد وارتفاع الرطوبة، مشيرين إلى أن معاناة الأطفال وكبار السن تفاقمت بشدة.
وتأتي هذه الأزمات المعيشية وسط انهيار الدولة وتدهور الخدمات، في وقتٍ يحمّل فيه المواطنون السلطات الحاكمة في بورتسودان مسؤولية الإهمال والتقاعس الكامل عن إدارة شؤون العاصمة.