في تطور مفاجئ، كشفت مصادر مطلعة عن وصول الفريق أول صلاح عبد الله قوش، المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، إلى مدينة بورتسودان قبل نحو 12 يومًا، في زيارة غير معلنة هي الأولى له منذ سقوط نظام البشير في أبريل 2019.
ونقلت صحيفة “مصادر” عن جهات قريبة من الدوائر الأمنية أن قوش، الذي لعب دورًا محوريًا في تفكيك النظام من الداخل عشية الثورة، التقى بقيادات عسكرية وأمنية نافذة، في إطار مشاورات مرتبطة بـ”ملفات حساسة” لم يُكشف عنها رسميًا حتى الآن.
وتزامنت هذه الزيارة مع تعتيم إعلامي كامل، حيث لم تصدر أي بيانات من الجهات الحكومية أو الجيش بشأن طبيعة الزيارة أو أهدافها، مما فتح الباب واسعًا أمام التكهنات حول الدور المستقبلي لقوش، خاصة مع دخول البلاد مرحلة دقيقة من الحرب والانقسام السياسي.
خلفيات ودلالات:
صلاح قوش، الذي يُعد من أبرز الشخصيات الأمنية في تاريخ السودان الحديث، كان له دور بارز في إعادة تشكيل جهاز الأمن خلال العقد الأول من حكم البشير، قبل أن يُقال من منصبه ثم يُعاد لاحقًا قبل سقوط النظام بفترة وجيزة. وقد ارتبط اسمه في السنوات الأخيرة بمحاولات لإعادة التموضع في المشهد السياسي، لا سيما من الخارج.
وتُثير عودته إلى بورتسودان، حيث يتمركز الجيش والسلطة الانتقالية المدعومة دوليًا، تساؤلات حول ما إذا كانت تمهد لـ”عودة ناعمة” لأجهزة النظام السابق، أو لتقديم قوش كـ”ورقة أمنية” في إدارة المرحلة المقبلة، خاصة في ظل انقسام المؤسسة العسكرية، وتحديات إعادة بناء الدولة.
مراقبون: زيارة تحمل أبعادًا انتقالية
يرى مراقبون أن زيارة قوش تأتي في وقت حساس للغاية من عمر الحرب السودانية، مع احتدام الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتصاعد الضغوط الدولية لإيجاد تسوية سياسية عاجلة. ويُحتمل، بحسب التحليلات، أن يُكلَّف قوش بلعب دور في إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية أو قيادة ملف التفاوض السري مع قوى مسلحة أو دول إقليمية.
لا تأكيد رسمي حتى الآن
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر أي تصريحات رسمية من الجهات الحكومية أو المتحدث باسم القوات المسلحة حول زيارة قوش. كما لم تُنشر أي صور أو مقاطع توثق لقاءاته، ما يزيد من غموض التحركات الجارية خلف الكواليس.