شهدت مدينة خشم القربة بولاية كسلا، مساء الأحد 8 يونيو 2025، حادثة دامية تُشبه المشاهد السينمائية المروعة، حيث أقدم فرد يرتدي زيًا عسكريًا، برفقة آخر بزي مدني، على إطلاق النار بشكل عشوائي على ركاب حافلة ومواطنين في الشارع العام، ما أدى إلى مقتل 8 أشخاص بينهم 3 نظاميين، وإصابة عدد آخر.
من داخل الحافلة إلى شوارع المدينة: دوامة رعب ودماء
بدأت الجريمة عندما استقل الجاني حافلة كانت في طريقها من كسلا إلى القضارف، وعند وصولها إلى تقاطع خشم القربة – حلفا، طلب من السائق التوقف، ليترجل فجأة ويطلق النار مباشرة عليه، متسببًا في مقتله على الفور، قبل أن يفتح النار على بقية الركاب.
وفي تصعيد سريع، استولى الجاني على دراجة نارية من أحد المارة، وواصل إطلاق النار على المارة والقوات الأمنية في شوارع المدينة، مما تسبب في حالة هلع واسعة النطاق.
اشتباك مسلح واعتقال الجاني بعد إصابته
تحركت قوات الأمن على الفور لمطاردة منفذ الهجوم، الذي بادر بإطلاق النار على القوة، لترد عليه وتصيبه بطلق ناري قبل أن تتمكن من اعتقاله وضبط سلاحه الآلي وذخائر كانت بحوزته. وتم نقله للتحقيق، بينما نُقل الضحايا إلى مستشفى خشم القربة والجثامين إلى مشرحة مستشفى كسلا.
شهادات مروعة من مسرح الجريمة
شهود عيان أكدوا أن الجاني كان يبدو “مخمورًا” لحظة ارتكاب الجريمة، وأشاروا إلى أنه استهدف عنصرين أمنيين بعد مغادرته الحافلة، ثم واصل إطلاق النار العشوائي في قلب المدينة.
وقال أحد المواطنين: “كنا نعتقد أنه مشهد تمثيلي… لكن الدماء كانت حقيقية، والناس يفرون في كل اتجاه.”
السلطات: الجريمة “دخيلة” والتحقيقات جارية
وأكد المدير التنفيذي لمحلية خشم القربة، محمد إسحاق، أن السلطات تمكنت من توقيف الجاني ومرافقه، واصفًا الحادثة بأنها “دخيلة وغير مسبوقة”، متعهدًا بمحاسبة كل من يثبت تورطه.
مخاوف متصاعدة من فوضى التسلح في شرق السودان
ويثير هذا الهجوم القاتل قلقًا متزايدًا بشأن فوضى انتشار السلاح، في ظل تسليح الجيش لمدنيين ضمن “كتائب المقاومة” وميليشيات موالية، أبرزها “البراء بن مالك”، التي تنشط في الشرق.
وتشهد ولايات شرق السودان تصاعدًا في التوترات، في وقت تعجز فيه السلطات عن فرض سيطرتها الكاملة، وسط استقطاب حاد وتجاذب بين فصائل مسلحة، بعضها مدعوم من الحكومة المركزية في بورتسودان.