يتطلع السودانيون إلى الإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب في محاولة لإنهاء الحرب المستمرة التي تهدد استقرار البلاد، خاصة بعد فشل محاولات الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، في تحقيق أي تقدم ملموس في حل النزاع.
من المتوقع أن يبدأ ترامب ولايته في 20 يناير 2025، ويُتوقع أن يتطلب الأمر فترة لا تقل عن ثلاثة أشهر للتعامل مع ملف السودان، الذي أصبح أكثر تعقيدًا نتيجة الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف. ورغم أن واشنطن عينت مبعوثًا خاصًا للسودان هو توم بيرييلو خلال فترة بايدن، إلا أن جهوده باءت بالفشل، حيث اصطدمت بتحفظات الجيش السوداني وتعنت قادته، لا سيما الفريق عبد الفتاح البرهان، الذي كان يرفض المشاركة في معظم منصات الحوار، بينما كانت قوات الدعم السريع حاضرة في الاجتماعات.
التعقيدات والتحديات
المحلل السياسي عمر محمد النور يرى أن الأزمة في السودان تتزايد تعقيدًا مع مرور الوقت. ويشير إلى أن إدارة ترامب ستواجه واقعًا مختلفًا عما كان عليه في عهد بايدن، مع وجود احتمالات لتقسيم البلاد بسبب تشكيل حكومات موازية في مناطق مختلفة، خاصة من قبل قوات الدعم السريع التي تسعى لتشكيل حكومة بديلة في بورتسودان. هذه الحالة قد تعني انقسامًا حقيقيًا بين حكومتين، مما يزيد من صعوبة إيجاد حل.
وفي هذا السياق، يُتوقع أن يعين ترامب مبعوثًا خاصًا للسودان في يناير 2025، وهو منصب سيتولى قيادة الجهود الدبلوماسية الأمريكية في محاولة لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية سلمية. لكن وفقًا للقرار الأمريكي، سيواجه المبعوث صعوبة في العمل، خاصة في ظل الوضع العسكري والسياسي المعقد، حيث يعكف الجيش السوداني على رفض أي مفاوضات تنهي الحرب.
أوراق الضغط الدولية
من جهته، يرى الخبير السياسي عمار الباقر أن ترامب قد يواجه تحديات كبيرة في إحداث تقدم سريع، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني قد يستغل علاقاته مع دول معادية للولايات المتحدة، مثل روسيا، لتعزيز موقفه في مواجهة الضغوط الأمريكية. تداخل المصالح الدولية في السودان يعقد القدرة الأمريكية على فرض تسوية، خصوصًا في ظل سجل الجيش السوداني في الصراعات السابقة مع حركات التمرد، مما يضعف من احتمالات نجاح أي جهود دبلوماسية.
ورغم هذا التحدي، أشار الباحثون إلى أن الأطراف السودانية، بما في ذلك الجيش وقوات الدعم السريع، قد أبدت استعدادها للتعاون مع ترامب لإنهاء الحرب، مما يعكس أهمية الدعم الأمريكي في هذه المرحلة الحرجة. ولكن، وفقًا للوضع الراهن، تبقى الآمال في وقف الحرب وتحقيق السلام مشروطة بتعاون الأطراف السودانية وتوافق المجتمع الدولي، مما يضع قضية السودان في موقف حساس للغاية في إطار السياسة الدولية.
ختامًا، يظل السؤال مفتوحًا: هل ينجح ترامب في إنهاء الصراع السوداني الذي تسبب في معاناة أكثر من 11 مليون شخص من النزوح ومواجهة أكثر من نصف سكان البلاد لخطر المجاعة؟