أكد خبراء في تحليلاتهم أن الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني، قد أصبح يعتمد بشكل متزايد على الميليشيات في صراعه ضد قوات “الدعم السريع”، بينما يبقى الجنود والضباط في الجيش محاصرين داخل وحداتهم في حالة شبه اعتقال. وأشاروا إلى أن البرهان يقدم الدعم المالي واللوجستي للميليشيات، مما يعكس تحولًا كبيرًا في استراتيجياته العسكرية.
وتبني هذه الميليشيات، رغم زعمها القتال إلى جانب الجيش، أجندات خاصة تتعلق بمصالح سياسية وقبلية قد تُعقِّد الصراع الداخلي في السودان. العديد من هذه الميليشيات تتبع الحركة الإسلامية ونظام الرئيس السابق عمر البشير، الذين يسعون للعودة إلى السلطة بعد الإطاحة بهم في الثورة الشعبية عام 2019. الميليشيات تُظهر عداءً أكبر تجاه القوى السياسية الثورية التي أسقطت نظامهم، مما يزيد من تعقيد الوضع في البلاد.
في حديثه مع “إرم نيوز”، قال الخبير الاستراتيجي عادل بشير إن البرهان بدأ يعتمد بشكل رئيسي على الميليشيات القبلية والسابقه، مع إغلاق الجيش في وحداته وعزله عن إدارة العمليات العسكرية. وأوضح أن الضباط والجنود في الجيش غير قادرين على المشاركة في العمليات العسكرية، وأن قائد أركان الجيش الفريق محمد عثمان الحسين قد ظل محاصراً منذ بداية الحرب في أبريل 2023.
وتنقل التقارير أن البرهان، بعد مغادرته العاصمة الخرطوم في أغسطس وأكتوبر 2023، بدأ في تدريب وحشد الميليشيات في بورتسودان وتزويدها بالأسلحة بينما يعاني الجنود في الثكنات من الجوع والظروف الإنسانية الصعبة، حيث لا يتم صرف الرواتب.
من جهته، أشار عثمان عبد الرحمن سليمان، المتحدث باسم تحالف القوى المدنية المتحدة، إلى أن البرهان يعتمد على الميليشيات لضمان بقائه في السلطة، ويزود مجموعات مثل “كتائب الأمن الشعبي” و”البراء بن مالك” بالدعم العسكري، بينما يسعى لإضعاف الجيش النظامي.
فيما أكد المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن البرهان قد تجاهل الجيش بالكامل منذ بداية الحرب، حيث يجنّد لصالح الميليشيات ويستفيد من تناقضاتها وصراعاتها الداخلية لضمان بقائه في السلطة دون منافسة. وأضاف أن الولاء للقبيلة أو الحزب قد أصبح يفوق الولاء للجيش، وأن البرهان يركز بشكل متزايد على دعم الميليشيات القبلية خوفًا من أي انقلاب قد تقوم به الميليشيات التابعة للحركة الإسلامية.
التحليلات تكشف عن تعقيدات الأزمة السودانية وتبرز تأثير تحالفات البرهان مع الميليشيات على مسار الصراع.