شهدت منطقة “الصهريج” جنوبي الخرطوم، الأحد، غارة جوية شنتها القوات المسلحة السودانية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 مدنيين وإصابة أكثر من 30 آخرين بحروق متفاوتة، بعضهم في حالة خطيرة. وفقًا لمتطوعين في غرفة طوارئ “جنوب الحزام”، فقد تم نقل المصابين والجثث المتفحمة إلى مستشفى بشائر في جنوب الخرطوم، حيث كانت الإصابات نتيجة حروق شديدة من الدرجة الأولى.
هذه الغارة تعد الثالثة التي تتعرض لها منطقة “الصهريج” في أقل من شهر، حيث كان الهجوم الأول في ديسمبر الماضي قد أسفر عن مقتل 28 شخصًا وإصابة 37 آخرين. وتعتبر المنطقة من أبرز المواقع التي يتجمع فيها المدنيون للتسوق ومزاولة الأعمال اليومية مثل بيع الطعام والشاي، ما يجعلها هدفًا سهلًا للقصف، رغم أنها ليست أهدافًا عسكرية.
منذ بداية الحرب في أبريل 2023، سيطرت قوات الدعم السريع على “جنوب الحزام”، وواجهت المنطقة قصفًا مستمرًا من مدفعية الجيش السوداني وطيرانه الحربي، ما أدى إلى مقتل عشرات المدنيين وإصابة المئات. ويعكس تكرار الغارات على “الصهريج” تصعيدًا في الهجمات ضد المناطق السكنية المأهولة، وهو ما ينفي الادعاءات الرسمية بأن القصف يستهدف فقط الأهداف العسكرية.
وأدانت منظمة محامو الطوارئ هذا الهجوم، معتبرة إياه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني الذي يمنع استهداف المدنيين. وأشارت المنظمة إلى أن هذه الغارة تأتي ضمن سلسلة من الهجمات على المدنيين في عدة مناطق، بما في ذلك سوق مايو، منذ بداية النزاع في أبريل 2023. كما نبهت إلى أن القصف المستمر على مناطق سكنية في دارفور والنيل الأزرق والخرطوم بحري يشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان ويعد جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي.
وتواصل قوات الدعم السريع التأكيد على أن القصف الجوي لطيران الجيش السوداني قد أسفر عن مقتل أكثر من 2500 مدني، بينهم العديد من النساء والأطفال، في غضون شهرين فقط.