أثار الزلزال الذي ضرب إثيوبيا في 4 يناير 2025، بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر، قلقًا متزايدًا حول سلامة سد النهضة الإثيوبي. وقع الزلزال على بعد 142 كيلومترًا شرق العاصمة أديس أبابا، وأعقبه عدة زلازل أصغر طوال الأسبوع. الهزات أسفرت عن مقتل العديد من الأشخاص وألحقت أضرارًا بالبنية التحتية في بعض المناطق. هذا التطور جعل المناقشات حول تأثير الزلازل على سد النهضة تتجدد، وخاصة في ظل القلق في السودان ومصر من التبعات المحتملة لهذه الزلازل على المنطقة.
موقع الزلازل وتأثيرها على سد النهضة:
يشير المهندس عبد الكريم الأمين، خبير المساحة وعلوم الأرض، إلى أن الزلازل الأخيرة وقعت بعيدًا عن موقع سد النهضة، الذي يبعد حوالي 500 كيلومتر عن مركز الزلزال الأخير. وأضاف أن السدود عادةً ما تُصمم لتحمل الزلازل، حيث تم تصميم سد النهضة بناءً على دراسات جيولوجية مسبقة. رغم هذه الضمانات، فإن التحديات قد تظهر في حال تأثرت المنطقة بأنشطة زلزالية شديدة.
القلق البيئي والمائي:
أوضح المهندس الأمين أن تأثر السد بهزة زلزالية قد يسبب مشاكل في البيئة المحيطة، وخاصة إذا تسربت المياه أسفل السد بسبب الزلزال. وقد لوحظ في الآونة الأخيرة نقص كبير في مستوى المياه في بحيرة الخزان، ما يثير القلق بشأن استقرار السد.
التأثيرات على السودان ومصر:
في حال حدوث انهيار جزئي للسد، فإن الأراضي السودانية المحيطة بالنيل ستتعرض لفيضانات كبيرة، وقد تغمر المياه مناطق واسعة على طول حوض النيل الأزرق. كما سيؤثر ارتفاع المياه في النيل الأزرق على النيل الأبيض، مما سيؤدي إلى فيضانات في مناطق عدة من السودان وجنوب السودان.
التعامل الشامل مع القضية:
من جانبه، دعا المهندس عبد الكريم الأمين إلى ضرورة معالجة قضية سد النهضة من خلال منظور علمي وفني بعيدًا عن الجوانب الأمنية والسياسية. وأكد على أهمية تشكيل وحدة من العلماء والخبراء لدراسة التأثيرات البيئية والموارد المائية في حوض النيل وروافده لضمان استدامة المياه وحمايتها في السودان ودول الجوار.