أفادت مصادر مطلعة لموقع “تأسيس” أن العاصمة الأوغندية كمبالا ستشهد خلال اليومين القادمين اجتماعاً موسعاً يضم مجموعة من القوى السياسية والثورية إلى جانب كيانات أخرى، بهدف حسم مسألة تشكيل الحكومة في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع. يأتي هذا الاجتماع في وقت حساس للغاية، حيث يسعى المشاركون إلى التوصل إلى توافق حول الأسماء والهيكلية الحكومية التي ستتولى إدارة هذه المناطق.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع سيركز بشكل أساسي على تحديد ملامح الحكومة الجديدة، بما في ذلك الأسماء المرشحة لتولي المناصب الوزارية. كما أن التنظيمات والقوى الثورية التي أعلنت عن مشاركتها بشكل رسمي ستلعب دوراً مهماً في اختيار المرشحين، ما يعكس رغبة هذه القوى في أن يكون لها دور كبير في تشكيل الحكومة المقبلة.
من المتوقع أن يشارك في الاجتماع مكونات من تحالف تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم”، وتحالف “قمم”، بالإضافة إلى ممثلين عن الإدارة الأهلية والمجتمع المدني وبعض القوى الثورية. في الوقت نفسه، يثير إعلان الحكومة في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع جدلاً واسعاً، حيث يخشى البعض أن يؤدي ذلك إلى انقسام البلاد، في حين يرى آخرون أن هذا الانقسام قد بدأ يظهر بالفعل من خلال إجراءات مثل تغيير العملة وإجراء امتحانات الشهادة السودانية في مناطق سيطرة الجيش.
محمد حسن التعايشي، القيادي في تنسيقية تقدم وعضو مجلس السيادة السوداني السابق، أكد خلال حديثه مع قناة الجزيرة مباشر أن الحكومة المقبلة ستستند إلى شرعية أخلاقية وسياسية تهدف إلى إنهاء النزاع المسلح وتحقيق السلام في البلاد. وأوضح أن هذه الشرعية ليست مجرد شعارات، بل تعكس التزاماً حقيقياً من القوى السياسية والاجتماعية في السودان لتحقيق الاستقرار. وأضاف أن الدعم لهذه الحكومة من أعضاء تنسيقية تقدم يمثل قاعدة عريضة من الفاعلين السياسيين والمجتمعيين.
وأشار التعايشي إلى أن التصويت على تشكيل الحكومة لم يتم بعد، مما يعني أن هناك مجالاً للنقاش والتشاور بين مختلف الأطراف المعنية، ما يعكس روح الديمقراطية والتعاون في العملية السياسية.