وصف محللون سياسيون وخبراء في الشؤون الأمريكية العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ضد قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بأنها “لا قيمة لها” في تغيير مسار النزاع السوداني. وأشاروا إلى أن العقوبات لا تحمل تأثيرًا حقيقيًا في الوضع الراهن ولا تساهم في تخفيف معاناة الشعب السوداني.
الكاتب والمحلل السياسي محمد موسى حريكة أكد أن العقوبات الأمريكية على حميدتي لن تؤدي إلى تغييرات حقيقية في الحرب الدائرة في السودان. وذكر في مقابلة مع “راديو دبنقا” أن هذه العقوبات تهدف إلى الضغط على المستهدفين لتغيير سلوكهم، لكن ذلك لا يكفي لحل الأزمات المعقدة التي يواجهها السودان. وأكد أن الحرب تتطلب جهودًا سياسية وإنسانية كبيرة، وليس الاعتماد على العقوبات فقط. وأضاف أن العقوبات كانت تستهدف منع تصدير الأسلحة ومراقبة صادرات التكنولوجيا، بالإضافة إلى تقييد المساعدات الاقتصادية ومنع التعاملات المالية مع الأشخاص والشركات المستهدفة، لكن ذلك لا يغير جوهر الصراع.
من جهته، أشار مهدي داود الخليفة، الخبير في الشؤون الأمريكية، إلى أن العقوبات جاءت متأخرة جدًا، ما يقلل من فعاليتها. وأوضح أن توقيت العقوبات كان له تأثير محدود على الوضع، حيث كان من الممكن أن تكون أكثر تأثيرًا إذا تم فرضها في المراحل الأولى من النزاع.
وأوضح الخليفة أن إدارة بايدن ربما فرضت هذه العقوبات في محاولة لإحباط أي جهود قد تقوم بها الإدارة الجمهورية القادمة، التي قد تتبنى سياسة خارجية أكثر تقاربًا مع دولة الإمارات.
وأكد الخليفة أن العرف السياسي في الولايات المتحدة يفضل عدم اتخاذ قرارات كبيرة في فترة الانتقال بين الإدارات، حيث يُفضل ترك هذه الفترة لتسليم السلطة، مما يفسر تردد اتخاذ قرارات قاسية في هذه المرحلة.