أوضح محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة السوداني السابق، في حوار له مع قناة الجزيرة أن السودان يعاني من أزمات سياسية وإنسانية عميقة تعود جذورها إلى أكثر من ثلاثة عقود. وأضاف التعايشي أن النزاع المستمر في السودان هو نتيجة لممارسات الحركات السياسية المختلفة، بما في ذلك الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، والتي كانت لها دور كبير في تأجيج الصراع.
التعايشي أشار إلى أن الحرب الحالية في السودان لم تكن لتندلع لولا رفض بعض الأطراف الانخراط في مفاوضات للوصول إلى حل سياسي شامل. وشدد على أن المسؤولية عن استمرار النزاع تتحملها القوى التي ترفض جميع المبادرات الحوارية، ما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
الوضع الراهن: التعايشي تحدث عن أوضاع النازحين والمتضررين من الحرب، مؤكدًا ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل، وأوضح أن أي حديث عن إيقاف العدائيات يجب أن يكون مصحوبًا بإرادة حقيقية من الأطراف المتنازعة للتفاوض الجاد. كما وصف استخدام الأوضاع الإنسانية الصعبة لأغراض سياسية بأنه “غير أخلاقي”.
الانتهاكات أثناء النزاع: فيما يتعلق بالانتهاكات التي حدثت خلال الحرب، سلط التعايشي الضوء على ممارسات القوات المسلحة والدعم السريع، مشيرًا إلى التقارير الدولية التي تؤكد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمدنيين. وأكد أن الحديث عن هذه الانتهاكات لا يمكن أن يكون فاعلًا إلا في سياق ضرورة إنهاء الحرب.
مسؤولية القوى المتنازعة: أعرب التعايشي عن الحاجة الماسة لتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن أي مسعى لوقف الحرب يجب أن يتضمن نوايا حقيقية لإجراء حوار شامل بين جميع الأطراف. وأكد أنه على الرغم من الوضع الصعب، فإن هناك أملًا في إمكانية تقديم مبادرات سلام تحفظ وحدة السودان.
دعوة للحوار: دعا التعايشي جميع القوى السياسية والاجتماعية في السودان إلى الانخراط في حوار مفتوح. وأكد أن هذه الخطوات يجب أن تشمل التزامًا واضحًا بالسلام وحقوق الإنسان، مشددًا على ضرورة التعاون بين القوى الوطنية المؤمنة بالسلام لإيجاد حل سريع يعيد الاستقرار للبلاد.
دور المجتمع الدولي: كما تحدث التعايشي عن أهمية التدخل الدولي والإقليمي لضمان الاستقرار، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي يمكن أن يكون له دور فعال في تعزيز العودة إلى طاولة المفاوضات بدلاً من الانزلاق إلى مزيد من العنف.
السلام الاجتماعي: التعايشي أشار إلى أن السلام الاجتماعي في السودان لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال بناء الثقة بين جميع الأطراف، مؤكدًا أن الحوار البناء والإدماج السياسي هما السبيل لتحقيق ذلك. وأكد على أهمية تعزيز الحقوق الفردية وضمان المساواة بين جميع السودانيين.
رؤية مستقبلية: في ختام حديثه، عبّر التعايشي عن تفاؤله بإمكانية بناء مستقبل أفضل للسودان، مشيرًا إلى أن الخطوات الأولى نحو ذلك تتطلب اعتراف الجميع بمسؤولياتهم والتزامهم بالتغيير الإيجابي. وأكد على ضرورة العمل بشكل جماعي لوقف العنف وتحقيق العدالة والمساواة، كأسس لبناء دولة مستقرة.
خاتمة: يظل السلام في السودان خيارًا حقيقيًا وأساسيًا يتطلب شجاعة وموضوعية من جميع القوى المشاركة في الصراع.