كشف الأمين العام لمركزية مؤتمر الكنابي، جعفر محمدين، عن استمرار الانتهاكات في منطقة الكنابي بولاية الجزيرة، رغم البيانات الصادرة عن الجيش والقوة المشتركة. واتهم محمدين قوات درع البطانة بقيادة أبو عاقلة كيكل بإحراق كمبو الشكابة في جنوب الجزيرة، مشيرًا إلى حالات قتل متعددة في المنطقة. ودعا محمدين القوات المسلحة إلى تحمل مسؤوليتها في حماية المدنيين في هذه المناطق.
وفي المقابل، دعا رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، المواطنين في الجزيرة الذين تعرضوا للظلم إلى عدم أخذ حقوقهم بأنفسهم، مطالبًا بتسليم المتهمين للعدالة. البرهان أكد أن الجيش السوداني ليس ميليشيا، وأنه يلتزم باللوائح والقوانين في التعامل مع مثل هذه القضايا.
وعلى الصعيد الدولي، وصف المبعوث الأمريكي إلى السودان، توم بيرللو، التقارير الواردة من مدينة ود مدني حول العمليات الانتقامية ضد المدنيين بأنها “مروعة”، داعيًا إلى وقف هذه الأعمال فورًا. وطالب المبعوث الأمريكي القوات المسلحة السودانية والميليشيات المتحالفة معها باتخاذ إجراءات فورية للتحقيق في هذه الفظائع ومحاسبة المسؤولين.
وفي نفس السياق، رحب مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، بموقف القوات المسلحة السودانية الذي أكد أنها ستتحمل مسؤولية محاسبة المتورطين في هذه الانتهاكات، رغم أن الأمين العام لمركزية مؤتمر الكنابي اعتبر البيان بمثابة استجابة لضغوط دولية، مشيرًا إلى أن الانتهاكات هي سياسة ممنهجة من قبل قوات درع البطانة.
وفي رد فعل قانوني، جددت مجموعة محامي الطوارئ إدانتها للجرائم التي تم الكشف عنها في مقاطع الفيديو المتداولة، معتبرة أنها جرائم وحشية ارتكبتها قوات الجيش السوداني والمجموعات المتحالفة معها. وأشارت المجموعة إلى أن هذه الجرائم تشمل اعتقالات تعسفية، تعذيبًا وحشيًا، إعدامات ميدانية، وأعمالًا غير إنسانية مثل رمي مدنيين من أعلى الجسور وإطلاق النار عليهم قبل وصولهم للمياه. وطالبت المجموعة المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية إزاء هذه الانتهاكات التي تُعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.