بينما يتفاقم الصراع الدامي في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أظهرت تقارير جديدة تورط جبهة تحرير شعب تيغراي الإثيوبية في المعارك المستمرة في السودان، حيث تشارك إلى جانب الجيش السوداني. ويعكس هذا التورط تطورات إقليمية معقدة، حيث تتشابك الحسابات السياسية بين العديد من القوى الإقليمية، مثل علاقة جبهة تيغراي مع إريتريا.
وتعد جبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت قوة مهيمنة في السياسة الإثيوبية لعقود، أحد اللاعبين الرئيسيين في هذه الأزمة. ورغم توقيعها اتفاق سلام مع الحكومة الإثيوبية في 2022، إلا أن مجموعات مرتبطة بها لا تزال تشكل تهديدًا أمنيًا في المنطقة.
في وقت لاحق، أظهر مقطع فيديو نشره الجيش السوداني ضابطًا رفيعًا في الجيش يعترف بمشاركة مرتزقة من تيغراي في الحرب السودانية، مما يثبت صحة تصريحات قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو. يظهر الضابط في الفيديو وهو يشكر مرتزقة تيغراي على مشاركتهم في استعادة مدينة ود مدني، مما يثير القلق بشأن تعميق التدخلات الخارجية في النزاع السوداني.
التحقيقات تشير إلى أن هذه التدخلات الإقليمية قد تؤدي إلى تصعيد النزاع وإلى تأجيج الأزمات الإنسانية في السودان، مع آثار محتملة على دول الجوار. وعلى الأرض، استمر تدهور الوضع الإنساني في السودان، مع استمرار أعمال العنف والمجازر، بما في ذلك استهداف المدنيين وتدمير القرى.
وتواصل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي دعواتهم لوقف العنف فورًا ومنع انزلاق السودان إلى حرب إقليمية أوسع تؤدي إلى تفاقم المعاناة الإنسانية في المنطقة.