في ظل التطورات السياسية والعسكرية في السودان، أصبح الفريق أول عبد الفتاح البرهان في موقف صعب بعد تحالفه مع الحركة الإسلامية السودانية. رغم سعيه إلى الاستفادة من الدعم الإسلامي للوصول إلى الحكم، إلا أن هناك تزايدًا في التوترات بينه وبين قيادات الحركة التي ترى فيه مجرد أداة لتحقيق أهدافها، وقد تؤجل معركتها معه إلى حين نهاية الحرب.
ويبدو أن البرهان يعوّل على تحالفه مع الحركة الإسلامية لإضعاف القوى الديمقراطية السودانية، لكن هذا التحالف يبدو هشًا في ضوء التوترات الداخلية. مصادر مقربة من الحركة الإسلامية كشفت عن أن القيادة العليا للحركة تخطط لاستبدال البرهان بضابط أكثر موثوقية ينتمي إلى الحركة، حيث تم اختيار اللواء نصر الدين عبد الفتاح كبديل محتمل، وذلك بتنسيق مع دولة قطر التي ترى في البرهان شخصية غير جديرة بالثقة.
وكانت قطر قد دعمت نصر الدين عبد الفتاح، الذي يعتبر من قيادات الحركة الإسلامية، وقد زار الدوحة في نوفمبر الماضي حيث جرت لقاءات مع مسؤولين قطريين تم خلالها الموافقة عليه كبديل للبرهان. كما أن قطر تكفلت بدفع رواتب الجيش والمليشيات الموالية للحركة، إضافة إلى تمويل صفقات الأسلحة.
من جهة أخرى، تم تسريب مقطع فيديو من ندوة لشخصية إسلامية بارزة، عبد الحي يوسف، الذي وصف البرهان بأنه شخصية غير محترمة وسخر منه، مما أثار قلقًا داخل الحركة الإسلامية، حيث حاولت نفي انتماءه إليها، ولكن التسريب كشف عن خلافات حادة بين البرهان والإسلاميين، الذين يخططون لاستبداله بعد انتهاء الحرب.