حذّر خبراء سياسيون من أن الطموح السياسي لقائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، في حكم السودان قد يؤدي إلى تقسيم البلاد. وفي تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز”، أشار الخبراء إلى أن البرهان، الذي يسعى للانفراد بالسلطة، يستعين بالحركة الإسلامية المتنفذة في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية، ويتبنى مشروعها السياسي وسط الحرب المستمرة مع قوات الدعم السريع.
المحلل السياسي داؤود خاطر اعتبر أن البرهان عارض التحول الديمقراطي منذ بداية ظهوره في المشهد السوداني بعد سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، مشيرًا إلى أن البرهان يسعى للحفاظ على سلطته عبر التحالف مع الحركة الإسلامية. إلا أن هذا التحالف، وفقًا لخاطر، غير مرجح أن يستمر طويلاً، حيث أن الطرفين يتربصان ببعضهما البعض، وقد يتخلى كل طرف عن الآخر في حال تغيرت الظروف.
وأضاف خاطر أنه حتى إذا توقفت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، فمن المتوقع أن تنشب حرب أخرى بين البرهان والحركة الإسلامية، التي تقاتل حاليًا إلى جانب الجيش، بهدف الوصول إلى الحكم.
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبو عبيدة برغوث، من جهته، وصف البرهان بأنه امتداد لنظام البشير، الذي كان يرفض التداول السلمي للسلطة طوال حكمه. وأكد برغوث أن البرهان يمثل الحركة الإسلامية ويفرض سياساتها التي ترفض التحول المدني الديمقراطي، وهو ما يراه السبب وراء استمرار الحرب في السودان.
المحلل السياسي عمر محمد النور أشار إلى أن البرهان يواصل السعي وراء السلطة، حتى بعد خرقه الاتفاقات السابقة مع المدنيين، وهو ما يعزز فرضية أنه قد يتحالف مع أي جهة تدعمه للبقاء في الحكم، رغم أن السودان قد يكون على شفا الانقسام.
وفيما يخص التعديلات على الوثيقة الدستورية، أفادت مصادر سودانية أن البرهان يسعى لتعديلها بهدف تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات عامة، مع السعي لفرض نفسه كحاكم للبلاد، وهو ما يراه البعض محاولة لتوطيد حكمه دكتاتوريًا في ظل الوضع الراهن.
خلاصة: يتوقع الخبراء أن استمرار البرهان في السلطة، سواء عبر التحالفات التكتيكية مع الحركة الإسلامية أو تعديلات الوثيقة الدستورية، قد يهدد استقرار السودان ويعزز حالة الانقسام في البلاد.