شهدت ولايتا جنوب وشمال دارفور غارات جوية مكثفة استهدفت أحياء سكنية، مما أدى إلى تدمير منازل مدنية وزيادة معاناة السكان المحليين. في جنوب دارفور، قام الطيران الحربي بقصف منطقة منواشي في محلية مرشينق صباح يوم الخميس، مما أسفر عن احتراق عدد من المنازل التي تم بناؤها باستخدام مواد محلية.
وأفاد ناشطون محليون لراديو دبنقا بأن المنطقة المستهدفة لا تحتوي على أي وجود عسكري، مما أثار مخاوف من استهداف المدنيين بشكل متعمد. وتم تداول مقاطع فيديو توثق الحرائق التي نشبت في المنازل، إلا أن حجم الخسائر البشرية والمادية لم يتضح بعد بسبب استمرار الغارات الجوية على مناطق أخرى، بما في ذلك مدينة نيالا.
وفي شمال دارفور، تعرضت مدينة الكومة لقصف جوي مكثف صباح ومساء يوم الأربعاء، حيث أسقطت الطائرات الحربية ثمانية براميل متفجرة في الصباح، تلتها خمسة براميل أخرى في المساء. وأكد سكان محليون أن هذا الهجوم يعد التاسع والثمانين منذ بداية النزاع، مما يعكس تصاعداً خطيراً في وتيرة العنف في المنطقة.
وأعرب السكان عن استيائهم من استمرار القصف الجوي، الذي أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير الممتلكات. وفي نيالا، نظم المواطنون وقفات احتجاجية سابقاً للاعتراض على هذه الغارات، مطالبين بوقفها فوراً.
من جهتها، طالبت الإدارة المدنية في جنوب دارفور المجتمع الدولي بالتدخل العاجل وفرض حظر على الطيران الحربي في المنطقة، مؤكدة أن استمرار القصف يهدد حياة المدنيين وأمنهم. وتأتي هذه المطالبات في ظل تصاعد المعاناة الإنسانية في دارفور، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمأوى والرعاية الطبية.
هذه التطورات تضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية كبيرة لاتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العنف وحماية المدنيين، خاصة في ظل تصاعد الانتهاكات التي تطال حقوق الإنسان في المنطقة.