بعينين ذابلتين، ووجه عابس، ولباس أسود لم يعتده المتابعون إلا في أيام الحزن والحداد، خرجت المذيعة الفرنسية الشهيرة “آن كلير كودراي” على قناة “تي إف 1” (1) متحدثة عن مجموعة من “الشباب البريء” الذي كان يرقص ويلهو، قبل أن ينتزعه مقاتلو المقاومة من هذا الجو الاحتفالي. تتركنا آن كلير مع “تقرير مُصور” يحكي فيه شابان من أصول فرنسية عن “الكابوس” الذي عاشاه، بينما نرى أسرة إسرائيلية تحتضن ابنتها المتأثرة وهي تتحدث عن الذين لم يتمكنوا من النجاة من هذا “الغزو المباشر”، حسب قولها.
لم تبذل قناة “تي إف 1” خلال نشرتها الإخبارية التي تُعد موعدا لا غنى عنه بالنسبة لعديد الأسر الفرنسية أي جهد يُذكر لمحاولة الظهور بمظهر الحياد، فقد كانت الصورة تقول شيئا واحدا، هؤلاء مجموعة من “المسالمين” هاجمهم فصيل “إرهابي” اسمه حماس، فيما لم يُشَر لا من قريب ولا من بعيد إلى أي شيء يدين إسرائيل التي تحتل أراضي الفلسطينيين وتفرض عليهم الحياة في سجن كبير، وهو توجه بدا أنه محل إجماع من الإعلام في فرنسا والغرب بشكل عام.