أعلن نقيب الصحافيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، استقالته من منصبه يوم الأربعاء، بعد فترة من الضغوطات والمشاكل داخل نقابة الصحافيين. وأوضحت مصادر موثوقة داخل النقابة أن الأزمة تصاعدت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة، حيث تركزت حول مذكرة قدمها نقيب الصحافيين قبل أكثر من شهر، والتي تضمنت توقيعات من عدد من الصحافيين لمطالبة النقابة بالانسحاب من تنسيقية (تقدم)، تحت ضغوط من سلطة بورتسودان.
ورفض مجلس النقابة وأعضاءها هذه المذكرة رفضًا قاطعًا، مشيرين إلى أنهم لن يكونوا جزءًا من دعم أو مساندة أي طرف من أطراف النزاع القائم، بما في ذلك الجيش، الذي كان محل انتقادات بسبب مواقفه وسياساته.
وكان الصحافيون قد وجهوا انتقادات لاذعة للنقابة خلال الفترة الماضية، متهمين إياها بعدم الحياد في تناول الانتهاكات التي تحدث من أطراف الحرب، وأن النقابة تميل بشكل غير مباشر لدعم الجيش وكتائب الإسلاميين، وهو ما أثار غضب العديد من الصحافيين.
وفي السياق ذاته، كشفت المصادر عن حادثة سلبية ارتكبها نقيب الصحافيين عبد المنعم أبو إدريس، عندما قام بسحب اسم الجيش وكتائب الإسلاميين من بيان أصدرته لجنة الإعلام بالنقابة حول الانتهاكات العسكرية التي وقعت في مدينة ود مدني، فيما عرف بـ “مجزرة الكنابي”. هذا الفعل أثار جدلاً واسعًا بين الصحافيين واعتبرته العديد من الأوساط الإعلامية بمثابة فضيحة مهنية.
واستمر الضغط على نقيب الصحافيين في مدينة بورتسودان، حيث تعرض للمسائلة من قبل أعضاء النقابة وبعض المجموعات الصحفية الخاصة. وفي نهاية المطاف، أدى ذلك إلى تقديمه استقالته بعد فشله في إرضاء سلطة بورتسودان أو تحقيق توافق داخلي مع الصحافيين بشأن موقف النقابة من الأحداث الراهنة.