رجح خبراء اليوم الأربعاء فشل جهود قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، في استعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي خلال القمة القادمة التي ستُعقد الجمعة المقبل.
وذكر الخبراء أن القمة المقبلة ستُبقي على تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي بسبب استمرار الظروف التي أدت إلى تعليق العضوية في المقام الأول. ورغم تكثيف حكومة البرهان تحركاتها لاستعادة العضوية، إلا أن الوضع الحالي في السودان، بما في ذلك استمرار الحرب وتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة “قوات الدعم السريع”، يعوق هذه الجهود.
التحديات التي تواجه استعادة العضوية
قال المحلل السياسي علي الدالي إن عدة عوامل تقف أمام استعادة السودان عضويته في الاتحاد الأفريقي. أبرز هذه العوامل هو استمرار الحرب في السودان، إلى جانب تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة “قوات الدعم السريع”. وأضاف أن حكومة البرهان لا يمكنها استعادة عضوية السودان طالما أن هناك حكومة موازية قد تشكل شرعية منافسة لسلطته.
وتابع الدالي أن الحديث عن تشكيل حكومة مدنية في بورتسودان لن يكون كافيًا لدفع الاتحاد الأفريقي لفك تجميد عضوية السودان، في ظل العوامل الراهنة. وأكد أن الحكومة الموازية التي قد تُعلن في مناطق سيطرة “الدعم السريع” ستكون عقبة كبيرة أمام محاولات البرهان استعادة العضوية، حيث ستنازع شرعية تمثيل السودان في المنظمات الإقليمية والدولية.
دور العقوبات الأمريكية والضغوط الدولية
وأشار الدالي إلى أن العقوبات الأمريكية المفروضة على قادة الجيش السوداني تؤثر أيضًا في قرارات الاتحاد الأفريقي، لأن الموقف الدولي من السودان له تأثير مباشر على القرار الأفريقي. كما توقع أن تبقي الدول الأفريقية على قرار تجميد العضوية لاستخدامه كأداة ضغط على الأطراف المختلفة للعودة إلى طاولة المفاوضات.
تحركات دولية وإقليمية
قال الدالي أيضًا إن هناك تحركات دولية وإقليمية لعقد لقاء دولي كبير بالتزامن مع القمة الأفريقية لمناقشة الأوضاع في السودان، وتوقع أن تؤثر نتائج هذا اللقاء على قرار الاتحاد الأفريقي بشأن فك تجميد العضوية. وأضاف أن العديد من الدول المؤثرة في الاتحاد الأفريقي لا تزال تتبنى موقفًا محايدًا تجاه الأزمة السودانية، ما يزيد من احتمالية التصويت لصالح استمرار تجميد العضوية.
مطالبات بتجاوز الحرب
وأكد المحلل السياسي أن البرهان إذا أراد استعادة عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، عليه أن يتغلب على العقبات الحالية وأن يسعى بشكل جاد إلى وقف الحرب، بدلاً من الاكتفاء بالحديث عن تشكيل حكومة مدنية. وأضاف أن المجتمع الدولي يترقب الحلول الفعالة لإنهاء المعاناة في السودان.
خريطة الطريق التي طرحتها حكومة البرهان
وكانت حكومة البرهان قد أعلنت في الأيام الأخيرة عن “خريطة طريق” لاستئناف العملية السياسية بعد الحرب، تتضمن إطلاق حوار وطني شامل، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لإدارة المرحلة الانتقالية. ويُنظر إلى هذه الخطوة كجزء من مساعي البرهان لتحسين موقفه أمام الاتحاد الأفريقي واستعادة عضوية السودان.
استبعاد عودة العضوية في القريب
من جانبه، استبعد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي أبو عبيدة برغوث أن يُعيد الاتحاد الأفريقي عضوية السودان في الوقت الحالي. وأكد أن السودان لم يستوفِ الشروط التي تضعها لوائح الاتحاد الأفريقي، وأن الحرب المستمرة والانقلاب على الوثيقة الدستورية في 2021 هما من أبرز الأسباب التي ما زالت تمنع استعادة العضوية.
وأضاف برغوث أن السودان في وضع غير مؤهل حاليًا للانضمام مجددًا إلى الاتحاد الأفريقي، وأن التجميد سيستمر حتى يتم تجاوز الأزمات الحالية.