في تطور جديد، شن الطيران الحربي للجيش السوداني، اليوم الخميس، قصفًا جويًا استهدف محلية الكومة في ولاية شمال دارفور باستخدام البراميل المتفجرة. الهجوم أسفر عن إصابة العشرات من المدنيين، فضلًا عن تدمير واسع في الممتلكات والمساكن، وخاصة في المنطقة التي كانت تضم مركزًا لإيواء النازحين.
وفقًا لشهود عيان، كان القصف موجهًا بشكل خاص إلى المدرسة المتوسطة للبنات، التي كانت تؤوي النازحين الفارين من الصراع المستمر في المنطقة. وعلى مدار العام الماضي، تعرضت الكومة للقصف الجوي بشكل شبه يومي، ما أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين.
من جهتها، أدانت تنسقية التغيير للسلام المجتمعي الهجوم في بيان رسمي، معتبرةً القصف “غاشمًا ومتعمّدًا”، وأشارت إلى أن استهداف المدارس ومراكز الإيواء للنازحين يُظهر بوضوح “سياسة الإبادة الجماعية والتهجير القسري” التي تنتهجها القوات المسلحة السودانية.
وفي تصريحات لـ”راينو”، قال رئيس التنسيقية إنهم سبق وأن ناشدوا الحكومة السودانية والمجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية لفتح تحقيق شفاف ومستقل في هذا الاستهداف المتكرر للمدنيين، لكنهم لم يجدوا سوى الصمت والتجاهل، مما يزيد من معاناة الأهالي.
من جانبه، طرح أحد أعضاء التنسيقية تساؤلًا مباشرًا للجيش السوداني: “ما الهدف من قصف مدينة الكومة؟ لا وجود فيها لأي معسكرات أو مواقع عسكرية، فما الذي يمكن تبريره من وراء 96 ضربة جوية استهدفت المدنيين الأبرياء؟”.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس بالنسبة للأوضاع الإنسانية في دارفور، وسط تصاعد المطالبات الدولية بوقف الهجمات على المدنيين وضمان حماية النازحين في المناطق التي تتعرض للقصف المستمر.