حوار: راينو
الجزء الأول: الحرب وتاريخ بناء الدولة السودانية
يُشدد السيد أبو القاسم إمام، رئيس حركة جيش تحرير السودان الثورة الثانية، على أن حرب 15 أبريل 2023 تمثل نقطة تحول جوهرية في تاريخ السودان. ويُعتبر أن هذه الحرب كانت أحد أكبر التقديرات الخاطئة، حيث كان هدفها القضاء على قوات الدعم السريع بشكل سريع، إلا أن النتيجة كانت حرباً شاملة. وفيما يتعلق ببناء الدولة السودانية، يرى إمام أن الحرب أظهرت ضعف السلطة المركزية وأدت إلى غياب الأمن والخدمات الأساسية، وهو ما أسهم في تفاقم أزمة النزوح واللجوء.
الجزء الثاني: ضرورة تشكيل الحكومة
يتفق أبو القاسم إمام على أن تشكيل حكومة يمثل ضرورة ملحة، ويُبرز ذلك من خلال الدعوة الشعبية الواسعة التي تؤيد تشكيل حكومة مركزية تهدف إلى تنظيم الحياة الطبيعية للمواطنين وإعادة الأمن والاستقرار. ويرى أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون حكومة قومية تهتم بتلبية احتياجات كافة فئات المجتمع السوداني، بما في ذلك الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والطرق الصوفية، التي تدعم فكرة تشكيل الحكومة في الوقت الراهن.
الجزء الثالث: التحديات السياسية والاعتراف الدولي
أما عن التحديات التي قد تواجه الحكومة الجديدة، فيُشير إلى الاعتراف الدولي والإقليمي، مؤكدًا أن أي حكومة جديدة ستواجه صعوبات في الحصول على اعتراف دولي، لكن الأهم هو أن تقوم الحكومة بتحقيق استقرار داخلي وأن تخلق واقعًا جديدًا للشعب السوداني يتيح توفير الأمن والخدمات الأساسية. ويرى أن الاعتراف الدولي سيأتي تدريجياً إذا تحقق الاستقرار الداخلي، وهو ما يشكل حجر الزاوية لأي حكومة جديدة.
الجزء الرابع: السند الشعبي للحكومة الجديدة
يؤكد إمام أن الحكومة الجديدة تحظى بدعم شعبي كبير، خاصة بعد فشل الحركة الإسلامية في السيطرة على السلطة، كما يشير إلى دعم المجتمع السوداني بمختلف فئاته وأطيافه لهذه الحكومة. ولضمان نجاح الحكومة، يرى إمام أنه من المهم تشكيل حكومة متجانسة ذات أهداف واضحة ومهام محددة، لتمهيد الطريق نحو استعادة الاستقرار وإعادة بناء الدولة.
الجزء الخامس: المواقف السياسية لمناوي وجبريل
يتناول إمام أيضًا مواقف جبريل إبراهيم ومناوي في الحرب، حيث يصف وقوفهما مع الجلاد بأنه “أمر مخزٍ”، ويعتقد أن جبريل عاد إلى الحركة الإسلامية بعد اتفاق السلام ليتحول إلى أداة من أدواتها في حرب 15 أبريل. بالنسبة لمناوي، يُشير إمام إلى أنه لا يسعى إلى تحول ديمقراطي بل يهدف فقط إلى جمع المال من خلال موقفه هذا. وهو لا يرى مستقبلاً سياسياً حقيقياً للرجلين.
الجزء السادس: حركة العدل والمساواة
فيما يخص حركة العدل والمساواة، يوضح إمام أن الحركة كانت مشروعًا سياسيًا طموحًا تأسس على نظرية التهميش، وحقق تاريخاً ناصعاً بقيادة مؤسسها. إلا أنه بعد فقدان الحركة طريقها، استطاع قادة جدد العودة إلى منصة التأسيس، مما أعاد ترتيب الأوضاع العسكرية وتنظيم الحركة من جديد.
الختام:
ختامًا، يؤكد أبو القاسم إمام أن السودان يمر بمرحلة حاسمة من تاريخه، ويحتاج إلى حكومة جديدة تستطيع إعادة البناء وتلبية احتياجات الشعب. ويُشدد على ضرورة الوحدة الوطنية والاعتراف الداخلي قبل الدولي لتجاوز المرحلة الراهنة وإعادة السودان إلى الطريق الصحيح.