تتضاءل فرص نجاح المبادرة التي أطلقها رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السودان، والتي كان من المفترض أن تشمل لقاء يجمع بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بحضور إقليمي ودولي. ويبدو أن البرهان يرفض المبادرة، وهو ما يعكس موقفه المتعنت تجاه أي جهود لإنهاء الحرب.
المبادرة التي أطلقها حمدوك تأتي بعد أقل من شهر من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث حاول حمدوك في البداية التواصل مع قادة الطرفين لدعوتهم للتفاوض، لكن لم تلقَ جهوده أي استجابة من قادة الجيش.
المحلل السياسي حاتم إلياس يرى أن نجاح المبادرة يعتمد على الدعم الدولي الكبير، موضحًا أن حمدوك، الذي يرأس حاليًا “تحالف صمود”، يعلم أن دعوته لوحدها لن تؤتي ثمارها، لذلك اقترح أن تتم المبادرة تحت مظلة “مجلس الأمن الدولي” و**”مجلس السلم والأمن الإفريقي”، للاستفادة من الضغوط الإقليمية والدولية لدفع البرهان وحميدتي** للجلوس على طاولة المفاوضات.
من جهة أخرى، قال قيادي سياسي في “تحالف السودان التأسيسي” إن فرص الاستجابة لمبادرة حمدوك ضئيلة جدًا، مرجعًا ذلك إلى رفض حكومة بورتسودان لأي حل سلمي متفاوض عليه. كما أشار المحلل السياسي الجميل الفاضل إلى أن المبادرة قد تجاوزتها الأحداث، خصوصًا بعد توقيع أطراف “تحالف السودان التأسيسي” في نيروبي على الميثاق السياسي والدستور الانتقالي، مشيرًا إلى أن المرحلة الجديدة قد تخطت أسلوب حمدوك الذي يعتمد على المجتمعين الدولي والإقليمي.
حمدوك من جانبه أعلن عزمه على التواصل مع الأطراف العسكرية والمدنية لجمع الدعم الإقليمي والدولي لتنفيذ خطواته، بما في ذلك آليات مراقبة فعالة لوقف إطلاق النار، وتشكيل بعثة سلام إقليمية ودولية. ومع ذلك، يرى العديد من المحللين أن قطار التاريخ قد تجاوز هذه الحلول المثالية.