وصف رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان، محمد رفعت، الأوضاع في العاصمة الخرطوم بالمأساوية، بعد زيارة ميدانية استمرت أربعة أيام، مشيرًا إلى حجم الدمار الكبير الذي طال البنية التحتية الأساسية كالكهرباء والمياه، مما يجعل الحياة شبه مستحيلة في المدينة.
وقال رفعت، في مؤتمر صحفي عُقد بمقر الأمم المتحدة، إن الخرطوم بحاجة إلى استثمارات ضخمة لإعادة الخدمات الأساسية، إضافة إلى توفير معلومات دقيقة تساعد النازحين على اتخاذ قرارات آمنة بشأن العودة.
رغم هذه الصورة القاتمة، أشار رفعت إلى بعض مؤشرات الأمل، مثل عودة نحو 400 ألف نازح داخلي إلى ديارهم مؤخرًا، رغم أن الغالبية عادوا إلى منازل مدمرة وخالية من الخدمات.
وأضاف أن خطة استجابة المنظمة الإنسانية تستهدف مساعدة 1.7 مليون شخص، لكنها لم تتلق سوى 9% فقط من التمويل المطلوب البالغ 250 مليون دولار حتى يناير 2025، مؤكدًا أن نقص التمويل يُفاقم معاناة السكان، خاصة النساء والفتيات اللواتي يعانين من ضعف الوصول الإنساني وتدهور الأوضاع المعيشية.
كما سرد رفعت قصصًا إنسانية مؤلمة من قلب العاصمة، كقصة “سارة” المعلمة التي لم تتمكن من مغادرة بحري طوال فترة الحرب، و”ترتيل” الطالبة التي تحلم بالعودة للدراسة والحصول على دعم نفسي.
وشدد رفعت على أن المجتمع الدولي مطالب بزيادة الدعم الإنساني بشكل عاجل، محذرًا من تفاقم الأزمة إذا استمرت وتيرة النزاع والإهمال.