الخرطوم – 11 أبريل 2025 – وكالات
حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان (أوتشا) من كارثة إنسانية وشيكة، في ظل توقف أكثر من 70% من المطابخ الجماعية المنتشرة في مناطق النزاع، والتي يعتمد عليها مئات الآلاف من المواطنين لتأمين وجباتهم اليومية، في وقت يعاني فيه السودان من واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه المعاصر.
وكشف المكتب، في تقرير صدر يوم الخميس، أن 1,400 مطبخ جماعي كانت تعمل سابقاً ضمن مبادرات يقودها متطوعون من غرف الطوارئ المدنية، توقّف أغلبها عن العمل نتيجة نقص التمويل الحاد، رغم الحاجة الماسة لخدماتها في ظل الحرب المتواصلة وانهيار الأنشطة الاقتصادية.
حاجة ملحّة إلى 12 مليون دولار شهرياً
وأوضح التقرير أن غرف الطوارئ بحاجة إلى تمويل عاجل بقيمة 12 مليون دولار شهريًا لضمان استمرار تقديم الطعام والرعاية الصحية والخدمات الأساسية الأخرى. ويأتي ذلك في وقت لم يتم فيه تمويل خطة الاستجابة الإنسانية الأممية للعام 2025 إلا بنسبة 9.8% فقط، إذ لم يُجمع سوى 406 ملايين دولار من أصل 4.2 مليار حتى نهاية مارس الماضي.
جهود استجابة محدودة وسط تصاعد المعاناة
أفادت “أوتشا” بأن برنامج الأغذية العالمي نجح في تقديم مساعدات غذائية وتغذوية لنحو 100 ألف شخص في الخرطوم بحري وأم درمان، بينما وزعت مفوضية شؤون اللاجئين أدوات طبخ ومراتب ومستلزمات أساسية على حوالي 4,000 نازح.
كما شغّلت منظمة الصحة العالمية عيادة متنقلة تخدم 35 ألف نسمة في مركز الرميلة جنوبي الخرطوم، بينما قدمت منظمة الهجرة الدولية مستلزمات نظافة للنساء في شرق النيل، وساهم شركاء آخرون في دعم 89 ألف شخص بمساعدات تغذوية طارئة.
أزمة حادة في زمزم وتحذير من مجاعة وشيكة
حذّر التقرير من أن الأوضاع الإنسانية في مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر تشهد تدهورًا متسارعًا، حيث تواجه آلاف العائلات نقصًا حادًا في الغذاء ومياه الشرب، ما يدفع البعض إلى تناول علف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة. كما تم الإبلاغ عن 800 حالة سوء تغذية حاد وخيم بين الأطفال في شرق النيل خلال مارس الماضي فقط.
ولفت التقرير إلى أن النظام الصحي في الفاشر ومخيمات النازحين القريبة ينهار، حيث توقف أكثر من 200 مرفق صحي عن العمل بسبب انعدام الأمن، ونقص الكوادر الطبية والإمدادات.
24.6 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي
أكدت أوتشا أن 24.6 مليون شخص في السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.5 مليون يواجهون وضعًا طارئًا أو ما يرقى إلى مرحلة ما قبل المجاعة، وسط توقعات بزيادة هذا العدد مع اقتراب موسم الجفاف في مايو المقبل.
مناشدة دولية عاجلة
جددت “أوتشا” مناشدتها للمجتمع الدولي لتقديم الدعم المالي العاجل لتفادي تفاقم الكارثة، مشددة على أن أي تباطؤ في التمويل يعني وفاة آلاف الأطفال والنساء والضعفاء الذين يعتمدون بشكل كلي على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.