الخرطوم – الأحد 13 أبريل 2025
أطلق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تحذيرًا عاجلًا، الأحد، من تعرض ملايين السودانيين لخطر الجوع وانعدام المساعدات، إذا لم تُتخذ تدابير فورية لتأمين وصول المساعدات وتخزينها قبل موسم الأمطار المتوقع خلال أسابيع قليلة.
وأكد البرنامج في بيان تلقته “سودان تربيون”، أن تأخر الوصول الإنساني في ظل استمرار العراقيل البيروقراطية والابتزاز ومنع الحركة، يُهدد بشكل مباشر عمليات الإغاثة المنقذة للحياة، لا سيما مع اقتراب موسم الأمطار الذي يعزل مناطق شاسعة عن الطرق البرية، خاصة في دارفور وكردفان.
وأشار البيان إلى أن الأمطار تبدأ في يونيو، لكن أسوأ فتراتها تكون في أغسطس وسبتمبر، حيث تتسبب الفيضانات والسيول في قطع الطرق وتدمير البنية التحتية، ما يجعل التخزين المسبق للمساعدات أمرًا ضروريًا.
ويحتاج البرنامج بشكل عاجل إلى 650 مليون دولار أمريكي لمواصلة عملياته خلال الستة أشهر المقبلة، مؤكدًا أن التمويل المرن هو السبيل الوحيد لمواكبة التحديات في بيئة متغيرة وصعبة مثل السودان.
ويُعاني نحو 24.6 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينهم 8.5 مليون شخص في أوضاع طارئة تشبه المجاعة، بينما تتوقع “يونيسف” أن يعاني 3.2 مليون طفل من سوء تغذية حاد، بينهم 770 ألف طفل في مرحلة حرجة تهدد حياتهم.
وكشف برنامج الأغذية عن تعمد أطراف النزاع عرقلة وصول المساعدات، وأشار إلى استمرار الحصار المفروض على مدينة الفاشر ومخيم زمزم، مما أدى إلى تعليق العمليات الإنسانية هناك منذ فبراير الماضي.
ورغم التحديات، أكد البرنامج قدرته مؤخرًا على الوصول إلى مناطق كانت معزولة، بما في ذلك الخرطوم الكبرى، وولايات الجزيرة ودارفور وكردفان، حيث تلقى نحو مليون شخص مساعدات غذائية أو نقدية منتظمة.
وأشار التقرير إلى أن خطر المجاعة ما زال قائمًا في 10 مناطق حرجة، منها 8 في شمال دارفور و2 في جنوب كردفان، وقد يتوسع ليشمل 17 منطقة إضافية ما لم يتم التحرك سريعًا لتخزين المواد قبل أن تصبح الطرق غير سالكة.
وأكد البرنامج مواصلة جهوده للوصول إلى سبعة ملايين شخص شهريًا بحلول سبتمبر، داعيًا السلطات إلى السماح الفوري وغير المشروط بتخزين المساعدات في أنحاء البلاد.