في خطاب بمناسبة مرور عامين على اندلاع الحرب في السودان، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن تشكيل “حكومة السلام والوحدة”، واصفاً إياها بأنها تمثل “الوجه الحقيقي للسودان”، في خطوة قال إنها تسعى لتوحيد القوى السياسية والمدنية تحت ميثاق سياسي ودستور انتقالي جديد.
وقال دقلو إن الحكومة الجديدة ستتبنى نموذجاً لا مركزياً، وستضم مجلساً رئاسياً من 15 عضواً يمثلون مختلف أقاليم السودان، مشيراً إلى أنها ستعمل على توفير الخدمات الأساسية لجميع المواطنين وإصدار عملة جديدة وإنعاش الاقتصاد، مع نفيه القاطع بأن ذلك يمثل “دولة موازية”.
كما شنّ حميدتي هجوماً لاذعاً على رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، متّهماً إياه بـ”إغلاق كل طرق الحوار” و”الاعتماد على دعم خارجي من مصر وإيران للسيطرة على الشرق”، مضيفاً أن مدينة بورتسودان تحوّلت إلى مركز للتدخلات الجيوسياسية.
وأشار دقلو إلى أن الأزمة الحالية في السودان “تتجاوز المواجهة المسلحة”، معتبراً أنها صراع بين إرادة الشعب ونظام سياسي “ورث القمع منذ الاستقلال”. وأكد أن قواته لا تهدف إلى الحرب بل إلى بناء “مستقبل مستدام قائم على الحرية والعدالة”.
وفي خطوة لافتة، وجّه حميدتي دعوة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب للتدخل، قائلاً إن “لدى أميركا بقيادة ترمب القدرة على إنهاء الحروب العبثية، ويجب أن يكون السودان ضمن أولويات إنهائها”.
كما شدد على رفضه تحويل السودان إلى “منصة للإرهاب الدولي”، وأعلن التزامه بتأمين البحر الأحمر، وفتح ممرات إنسانية، وضمان وصول المساعدات دون عوائق.
وفي ختام خطابه، طالب حميدتي الاتحاد الأفريقي بـ”الاعتراف بإرادة الشعب السوداني”، داعياً إلى إنهاء “الوصاية السياسية لصالح أنظمة انقضّت على الثورة الشعبية”، بحسب تعبيره.