بدأ سوق نيالا الكبير، أحد أهم المراكز التجارية في إقليم دارفور، في استئناف نشاطه تدريجياً مطلع هذا الأسبوع، بعد إغلاق دام عامين نتيجة للمعارك التي شهدتها مدينة نيالا في ولاية جنوب دارفور.
شهد السوق، وخاصة الشارع الرئيسي بسوق الخور، حركة واسعة من التجار الذين شرعوا في تنظيف وتجديد محلاتهم باستخدام مواد محلية، في مشهد يعكس روح التعاون والمبادرة المجتمعية لإعادة نبض الحياة إلى المدينة المنكوبة.
لجنة تابعة للإدارة المدنية تشرف حالياً على تنظيم العودة التجارية، من خلال حصر التجار في مواقعهم السابقة وتوزيع تصاريح استغلال المحلات الشاغرة، في محاولة لإعادة بناء السوق وتعزيز الاستقرار الاقتصادي المحلي.
يوسف إدريس، رئيس الإدارة المدنية، أعلن عن نشر عناصر من الشرطة الفيدرالية لتأمين السوق، وذلك بعد تنفيذ حملة لإغلاق سوق قادرة بسبب الانفلات الأمني، ما دفع بالتجار إلى العودة إلى السوق الكبير والسوق الشعبي.
وأشار التاجر حافظ دهب إلى أن معظم العائدين إلى السوق الكبير هم من تجار سوق قادرة السابق، وأن النشاط بدأ فعلياً منذ يوم السبت. بينما كشف تاجر الوقود عبدالماجد حسن عن مخلفات حرب خطيرة ما زالت موجودة في سوق البوكو، منها ذخائر غير متفجرة وجثث، مما أثار مخاوف التجار وطالب بضرورة تنظيف الأسواق وتأمينها فوراً.
وانتقد عبدالماجد كذلك فرض رسوم باهظة على أصحاب محلات الوقود وصلت إلى 50 ألف جنيه للمحال الصغيرة و100 ألف للجديدة، مشيرًا إلى أنها غير منصفة في ظل الظروف الحالية.
يُعد سوق نيالا الكبير ركيزة اقتصادية حيوية لطالما رفدت ميزانية الولاية بإيرادات شهرية كبيرة قبل اندلاع الصراع. وتسعى الإدارة المدنية الحالية إلى إعادته لسابق عهده، ضمن جهود أوسع لإعادة إعمار المدينة وتنشيط التجارة في المنطقة.