كشف عدد من العائدين من العاصمة السودانية الخرطوم عن الوضع المأساوي الذي تعيشه المدينة، حيث وصفوها بأنها “خالية من السكان”، وتفتقر لأبسط مقومات الحياة، مع انتشار واسع للأمراض وانهيار كامل للبنية التحتية.
قال الشاب محمد عبد الله إنه فوجئ بخلو بحري من السكان والخدمات، مؤكداً أن الخرطوم لن تعود كما كانت إلا بعد توقف الحرب ودعم دولي لإعادة إعمارها. وأوضح أن القصف لا يزال مستمراً مما يجعل العودة محفوفة بالمخاطر.
رغم دعوات حكومة بورتسودان ومنظمات مرتبطة بالحركة الإسلامية في الخارج (تركيا، مصر، ماليزيا) لعودة السودانيين، فإن الواقع الميداني يثبت عكس ذلك، مع دمار كبير في الطرق والكهرباء والمستشفيات والأسواق، ونهب مكونات البنية التحتية مثل النحاس والكابلات.
وأكد مواطنون آخرون، مثل أحمد علي وصلاح عبد الله، أن الخرطوم أصبحت مرتعاً للأمراض كحمى “الكنكشة”، مع ندرة مياه الشرب وتفشي الذباب والبعوض. وأشاروا إلى أن أعداد الخارجين من المدينة تفوق أعداد العائدين.
من جهتها، قالت المواطنة رانيا حسن إن أسرتها عدلت عن قرار العودة بعد تلقيهم نبأ تهدم منزلهم، وأكدت أنهم سيبقون في الولايات حتى تتضح معالم الحل السياسي والنهاية للحرب.