اندلعت اشتباكات عنيفة، الخميس 5 يونيو 2025، بين كتيبة سبل السلام السلفية الليبية ومليشيات القوات المشتركة السودانية، على خلفية نزاع مسلح في منطقة المثلث الحدودي بين ليبيا والسودان وتشاد، أسفر عن أسر العميد عباس محمد عبد الكريم، الناطق العسكري باسم تجمع قوى تحرير السودان، أحد أبرز مكونات القوات المشتركة الموالية للجيش السوداني.
اشتباك مسلح حول قافلة تجارية
وتعود جذور المواجهة إلى مرور قافلة تجارية مكوّنة من عربتين نوع ZS قادمة من منطقة المثلث في اتجاه “الطينة” عبر منطقة “قارة الخمسين” الليبية، حيث تم اعتراضها من قبل كتيبة سبل السلام واقتيادها نحو مدينة الكفرة.
في المقابل، اعترضت قوة من الحركات المسلحة الرتل الليبي، واحتجزت جنود كتيبة سبل السلام داخل معسكر تابع لها. وردًا على ذلك، شنت الكتيبة الليبية هجومًا واسعًا بـ17 عربة قتالية، أسفر عن مقتل أربعة أفراد من الجانبين، وتصاعد التوتر بعد تدمير واستيلاء الحركات المسلحة على آليات ليبية.
تعبئة عسكرية ووساطة فاشلة
في أعقاب الاشتباكات، احتشد أكثر من 200 عربة قتالية من مدينة الكفرة ودفعت كتيبة سبل السلام بتعزيزات بقيادة قائدها الشيخ عبد الرحمن هاشم، الذي وصل جوًا إلى العوينات. ودارت محادثات عاجلة بين القيادي الليبي عبد الرحيم سلطان وممثل الحركات المسلحة فيصل صالح لاحتواء الأزمة، لكن التوتر لا يزال مستمرًا.
تهديدات ليبية بالتوغل داخل السودان
وتوعدت كتيبة سبل السلام بشن هجوم مباشر على مواقع الحركات المسلحة السودانية داخل الأراضي الليبية، مع تلويحات بالتوغل العسكري في منطقتي الدبة والمثلث السودانيتين، ما ينذر باتساع دائرة الاشتباك وتحول المثلث الحدودي إلى بؤرة مواجهة إقليمية جديدة.
ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا التصعيد إلى انفجار صراع مسلح أوسع، في ظل ضعف السيطرة المركزية في الخرطوم وبورتسودان، وتزايد الاعتماد على المليشيات المحلية في المناطق الحدودية.