كشفت مصادر مطلعة عن اجتماع سري عُقد يوم الخميس في مدينة بورتسودان، جمع بين قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، والقيادي البارز في الحركة الإسلامية علي كرتي، ورئيس حزب المؤتمر الوطني “المحلول” أحمد هارون، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب جرائم حرب في دارفور.
ووفقًا للمصادر، جاء الاجتماع بطلب من كرتي وهارون، حيث قاما بتوجيه انتقادات شديدة للبرهان على خلفية التطورات المتسارعة في الأوضاع العسكرية والسياسية في البلاد. ويُرجح أن الحركة الإسلامية حاولت الضغط على البرهان لإبقائه في دائرة التأثير السياسي ولضمان عدم اتخاذ قرارات قد تُفضي إلى إقصائهم عن مفاصل السلطة.
وأضافت المصادر أن مجموعة كرتي لا تزال تحافظ على نفوذ كبير داخل مؤسسات الجيش والاستخبارات العسكرية، وهي مستعدة لاستخدام هذا النفوذ كورقة ضغط على البرهان إذا استمر في مواقفه الحالية. كما أوضحت المصادر أن الحركة الإسلامية تسعى إلى ضمان استمرارية ما وصفته بـ “حرب الكرامة”، محذرة من أن أي محاولة لتسوية الوضع السياسي قد تؤدي إلى كارثة بالنسبة للتنظيم، في ظل العقوبات الأمريكية المفروضة على كرتي وفتح ملف المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
وفي وقت لاحق، أفادت المصادر بأن كرتي وهارون قد زارا مدينة أم درمان، حيث عقدا اجتماعات مع قيادات الحزب وأعضاء بارزين في منطقة وادي سيدنا العسكرية. تشير هذه التحركات إلى تصاعد التوترات داخل الحركة الإسلامية، وسط مخاوف من إمكانية تنظيم تحركات لإطاحة البرهان وتنصيب شخصية جديدة إذا استمر في نهج المراوغة السياسية.