في ظل الأزمة السياسية والعسكرية المستمرة في السودان، تبرز تقارير متزايدة حول دور بعض العناصر داخل الجيش السوداني في دعم وتوجيه ميليشيات مسلحة، مما يثير تساؤلات حول انخراط هذه العناصر في أنشطة تهدد الأمن القومي وتفاقم الصراع الدائر. يُشار إلى أن هذه الميليشيات، المدعومة من قيادة الجيش ودولة إيران، قد ارتكبت انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، مما يجعلها موضوعًا مثيرًا للقلق على المستويين المحلي والدولي.
دعم الميليشيات المسلحة
تشير تقارير إلى أن بعض القيادات داخل الجيش السوداني قد قدمت دعمًا لوجستيًا وعسكريًا لميليشيات مسلحة بعد أن تسلمته من إيران إلى جانب تلقي التدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني لعناصر المليشيات الإسلامية (كتائب البراء بن مالك – كتيبة المنتصر بالله)، مما سمح لها بالانتشار في مناطق مختلفة من البلاد.
هذه الميليشيات، التي يُزعم أنها تعمل خارج الإطار القانوني، ارتبطت بانتهاكات حقوقية واسعة النطاق بأوامر مباشرة من قادة الجيش السوداني، بما في ذلك القتل العشوائي والاعتقالات التعسفية وتدمير الممتلكات.
الانتهاكات ضد المدنيين
ارتكبت هذه الميليشيات، بدعم من عناصر داخل الجيش، انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، خاصة في مناطق مثل دارفور وجنوب كردفان والخرطوم وبحري وأم درمان وولاية الجزيرة بعد دخول الجيش إلى مناطق كانت تحت سيطرة قوات الدعم السريع.
تشمل هذه الانتهاكات استخدام العنف المفرط، والتهجير القسري، والاعتداءات الجنسية، والقتل، الذبح، بقر البطون، والتعذيب مما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
التورط في أعمال إرهابية
تُتهم بعض هذه الميليشيات بالانخراط في أعمال إرهابية، بما في ذلك الهجمات على البنية التحتية والمنشآت العامة، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، إلى جانب انتهاك حقوق المدنيين.
تتم هذه الأعمال تتم بتوجيه ودعم من عناصر وقيادات داخل الجيش، مما يثير تساؤلات حول أهداف هذه العناصر ودوافعها.
التدخلات الخارجية
هناك تقارير تشير إلى أن بعض هذه الميليشيات قد تكون مرتبطة بقوى إقليمية تسعى لتعزيز نفوذها في السودان، مما يجعلها أداة في صراعات بالوكالة، ويتهم بتورط ايران في دعم الجيش السوداني ومليشياته بالأسلحة والمسيرات والتدريب لعناصر الجيش والمجموعات المتحالفة معه، كما تسعى في المقابل على موطئ قدم على ساحل البحر الأحمر ما يهدد أمن المنطقة والإقليم.
هذا التدخل الخارجي قد يكون جزءًا من استراتيجية أوسع لزعزعة استقرار السودان والتحكم في موارده الاستراتيجية.
تداعيات الأمن القومي
دعم الميليشيات المسلحة من قيادة الجيش يهدد الأمن القومي السوداني، حيث يؤدي إلى تفكيك مؤسسات الدولة وتقويض سيادة القانون.
هذا الوضع يزيد من تعقيد الجهود المبذولة لإحلال السلام والاستقرار في البلاد، خاصة في ظل الأزمة السياسية المستمرة.
السجل الأسود لراعي الميليشيات الإرهابية في قيادة الجيش السوداني ياسر العطا، يعكس أزمة عميقة في مؤسسات الدولة، حيث يتم استخدام العنف المسلح كأداة لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية. هذه الممارسات لا تهدد فقط استقرار السودان، بل تزيد أيضًا من معاناة المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية. من الضروري أن يتم التحقيق في هذه الاتهامات بشكل مستقل وشفاف، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، لضمان تحقيق العدالة والسلام في السودان.