تستمر الانتهاكات الممنهجة بحق سكان الكنابي في ظل التطورات العسكرية الأخيرة في السودان، حيث يتعرضون لاستهداف عرقي وتهجير قسري، بالتوازي مع تقدم القوات المسلحة. وتتابع مركزية مؤتمر الكنابي هذه الانتهاكات بقلق، وتحمّل الجهات المسؤولة كامل المسؤولية عن الأحداث.
في السابع من يناير 2025، تعرض سكان كمبو الرقل الحيران لهجوم من قبل مستنفرين تابعين للجيش، حيث تم نهب مواشيهم وممتلكاتهم بعد أن أمرت القوات المسلحة السكان بإخلاء المنطقة، ليتم استهدافهم لاحقًا في موقعهم الجديد. الهجوم أسفر عن الاعتداء على النساء، حيث تعرضت إحدى السيدات للضرب حتى كُسرت يدها، بالإضافة إلى اختطاف ثلاثة مواطنين ما زال مصيرهم مجهولًا.
وفي الثامن والعشرين من ديسمبر 2024، قامت مجموعة من مستنفرين مدعومة من قوات درع السودان بحرق ونهب قرية عمارة الشريف يعقوب، مما أدى إلى تهجير السكان قسرًا وتدهور أوضاعهم المعيشية.
وفي التاسع من فبراير 2025، تعرضت قرية المبروكة شمال أم القرى لهجوم عنصري من مستنفرين، مما أسفر عن مقتل اثنين من المواطنين وإصابة آخر بجروح.
كما تم اعتقال عدد من المواطنين في محلية الحصاحيصا وتعذيبهم، بما في ذلك طفل تعرض للتعذيب حتى فقد القدرة على الجلوس. في محلية واويستي، اعتقلت القوات المسلحة مجموعة من المواطنين بتهمة الانتماء إلى قوات الدعم السريع، دون أي دليل قانوني.
وفي الثامن من فبراير 2025، قام أفراد من قوات درع السودان بقيادة أبوعاقلة كيكل بإحراق قرية بارا شمال الجزيرة، وتهجير سكانها بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.
موقف مركزية مؤتمر الكنابي
أدانت مركزية مؤتمر الكنابي بشدة هذه الجرائم الممنهجة ضد سكان الكنابي على أساس عرقي ولوني، معتبرة أن هذه الانتهاكات تمثل وصمة عار على جميع الأطراف المتورطة، سواء بالقيام بها أو بالتواطؤ معها. وأكدت أن استمرار هذه الجرائم سيؤدي إلى مزيد من الانقسام والصراع داخل السودان، مهددًا أمن واستقرار وسط البلاد.
وحذرت المركزية من عواقب استمرار هذه الانتهاكات دون محاسبة، محذرة من تصاعد الفوضى والتصعيد الذي سيطال كافة الأطراف. وطالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم وضمان حماية المدنيين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.