أكد رئيس حزب الأسود الحرة والأمين العام لجبهة شرق السودان، الدكتور مبروك مبارك، أن حزبه لم يكن طرفًا في الحرب التي اندلعت في السودان قبل عامين، معبرًا عن قلقه العميق من استمرار النزاع وتداعياته على وحدة واستقرار البلاد.
وفي مقابلة مع قناة الحدث، وصف مبارك الحرب بأنها “لعينة وفظيعة”، مشددًا على أن الحل لا يكمن في السلاح، بل في الحوار والتفاوض. وأكد أن حزبه أصدر بيانًا منذ اندلاع الحرب يرفض فيه استخدام العنف، مستندًا إلى تعاليم دينية تدعو إلى الإصلاح بين المتنازعين.
وأوضح أن الميثاق السياسي الذي تم توقيعه مؤخرًا يمثل خطوة ضرورية لمعالجة المشكلات السياسية والتمهيد لانتقال ديمقراطي مدني، مشيرًا إلى أن التحديات لا تقتصر على مناطق الشرق أو الغرب، بل تشمل كل أقاليم السودان التي تتشارك المعاناة.
وانتقد مبارك ما وصفه بـ”التهميش المتواصل” لبعض الأقاليم، داعيًا إلى توحيد الجهود من أجل حكومة شرعية مدنية تمثل جميع السودانيين. كما أشار إلى أن لجانًا تعمل حاليًا على التحضير لتشكيل حكومة جديدة، مؤكداً تفاؤله بإمكانية إنجاز هذه الخطوة قريبًا.
وفي ما يتعلق بالوضع الإنساني في مدينة الفاشر، قال إن المدينة تشهد انتهاكات مستمرة، مطالبًا المجتمع الدولي بمراقبة الأوضاع وتقديم الدعم للمدنيين، كما شدد على ضرورة وقف الانتهاكات التي تمارسها بعض الأطراف.
ورغم اعترافه بوجود انتهاكات منسوبة لقوات الدعم السريع، شدد مبارك على ضرورة الرقابة والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، مطالبًا بوقف استخدام الغذاء والدواء كسلاح في الصراع.
وحول دور القبائل في النزاع، حذر من استغلال البُعد القبلي في تأجيج الحرب، داعيًا إلى استعادة دورها الإيجابي في حفظ الأمن والاستقرار.
وفي ختام حديثه، أكد رئيس حزب الأسود الحرة أن الوقت قد حان لإنهاء الحرب والتفرغ لإعادة بناء الدولة السودانية على أسس عادلة وديمقراطية، مشيرًا إلى أهمية المنابر الإقليمية مثل منبر جدة في دعم جهود الحل السياسي.