سوما المغربي
جاءت حرب أبريل ليكتشف الجميع أنها حرب ضد العرق والمجتمعات ضد المدنيين ولا سواهم فقد بات ذلك هو الحقيقة الجلية وحين نرجع لتاريخ الإنتهاكات وليس منذ بداية الحرب فذلك لا يعد ولا يحصى ولكن سأتناول أمثلة شاهدها العالم أجمع وعلم حقيقتها.
في فبراير الماضي لقي العشرات مصرعهم وأصيب آخرون، جراء قصف طيران الجيش السوداني لمدينة نيالا “حاضرة ولاية جنوب دارفور” بالبراميل المتفجرة، قصف إستمر لعدة أيام، وتناقل ناشطون صوراً ومقاطع فيديو تظهر آثار القصف وتفحم جثث القتلى، وأفاد بعضهم أن عدد القتلى بلغ أكثر من 100، وأن أسرتين كاملتين راحتا ضحية القصف، فضلاً عن عشرات المصابين، السؤال هنا بأي ذنب تقصف مناطق ما سميت بحواصن الدعم السريع، بهذا مثال فقط دون غيره أسألوا دين الإنسانية الذي لا يدين به من يرتكبون هذه المجازر البشعة بحق المدنيين العزّل الأبرياء.
ثم جاء القصف بالمواد الملوثة كيميائيا لمياه مليط”ولاية شمال دارفور” والذي صارت عاراً على جبين الفلول فقد كان القصد منها موت الإنسان ونفوق الحيوان وتلوث البيئة بما لا يحمد عقباه، ثم جاء قصف الطيران الحربي لجيش الإسلامويين ليس فقط أهدافًا بمدينة مليط “بولاية شمال دارفور” مما أدى إلى تدمير في مباني هيئة المياه ومكاتب الغابات وبعض المنازل المجاورة، زامنته غارات جوية عنيفة على المالحة ومناطق أخرى، وقصف مكثف في أطراف مدينة الفاشر أستهدف به المدنيين العزل، فبعد كل هذا من هو المقصود بقصف الطيران؟! إنه المواطن إنها مناطق الحواضن إنها المناطق السكانية التي لا حول للشعب فيها ولا قوة لتحمل رزح جبروت طيران البرهان وزمرته.
عندما تحدثنا عن الإنتهاكات بتاريخ الحرب الشعواء التي فرضها الفلول على أبناء هذه الأرض وعلى قوات الدعم السريع لأنهم باركوا مسيرة التغيير خرج القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلوا ليعترف ويعتذر للشعب ويعد بالحسم للمتفلتين من أصحاب التغولات على المواطنين فكان مثالا للشجاعة والصدق تجاه كل القضايا الملازمة والتي هي من إفرازات الحرب، والحقيقة والشواهد تقول ماهي إنتهاكات متفلتي مناطق سيطرة الدعم السريع؟!، لنجيب على ذلك هم أكثرهم مردودي السجون والذين خرجوا عندما أطلقتهم أيادي أعوان البرهان بأيام الحرب الأولى باعتراف وزير داخلية البرهان ذات نفسه في تصريحاته الرسمية من قبل والتاريخ يسجل ذلك لم يغفل، و بمقابل هذا على أهل الذمم والحقائق ومن يرصدون يضعون المقارنات والمقاربات أن يعرفوا بهزيمة الفلول التي لا يغطي عليها سوى الإعلام المأجور وغسل الأدمغة الذي ينفق عليه بسخاء.
زهاء عامين من عمر هذه الحرب لقد تركت وصمة عار لن تمحى ولن تغتفر فيما يخص إستهداف المدنيين بالطيران ولنذكر الطيران وحده دون الخوض في غمار القتل والذبح والسحل وبقر البطون وهذا عظم فيه الوزر على الجاني فلا قبل له بما هو آت من عدالة السماء.