الخرطوم – الأحد 13 أبريل 2025
تزايدت التحذيرات من موجة جديدة لما يُعرف بـ”التمكين السياسي والأمني”، وسط اتهامات لقيادة الجيش السوداني بفتح الطريق أمام عودة تنظيم الإخوان للسيطرة على مفاصل الدولة، عبر تحالفات خفية تهدف إلى إعادة إنتاج نموذج حكم التسعينات الذي حكم البلاد لثلاثة عقود.
ورأى مراقبون سياسيون أن ما يجري حاليًا على الساحة السودانية يحمل ملامح “استنساخ واضحة” لسياسات النظام السابق، من خلال تعيين عناصر محسوبة على التيار الإسلامي في مواقع حساسة، وإعادة تنشيط شبكات قديمة داخل مؤسسات الدولة.
وحذر الخبراء من تصعيد ملحوظ في الخطاب الرسمي الموجه ضد المجتمع الدولي والدول الإقليمية، في ما وصفوه بمحاولة مكشوفة لـ”استعداء الخارج” واستخدامه كوسيلة لحشد التعبئة الداخلية، بذريعة حماية السيادة الوطنية، وهو النهج ذاته الذي اتبعته حكومة الإنقاذ في تسعينات القرن الماضي.
ويخشى كثيرون من أن تؤدي هذه السياسات إلى عزلة جديدة للسودان، وتعقيد الجهود الدولية الساعية لوقف الحرب وتحقيق السلام، خاصة في ظل الانقسام الداخلي المتفاقم، واستمرار النزوح الواسع والانهيار الاقتصادي.
وكانت ثورة ديسمبر المجيدة قد أطاحت بنظام الرئيس المعزول عمر البشير في أبريل 2019، منهية ثلاثة عقود من الحكم الذي ارتبط بانتهاكات حقوق الإنسان، والفساد، والعزلة الدولية. إلا أن التطورات الأخيرة تثير مخاوف من التراجع عن تلك المكاسب، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.