(ضد الدعم السريع وضد ثورة ديسمبر المجيدة)
في مثل هذا اليوم، قبل عامين، ارتكب الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وبالتحالف الكامل مع بقايا النظام البائد والحركة الإسلامية، خيانة تاريخية وغدرًا مفضوحًا بإشعال فتيل حرب شاملة ضد قوات الدعم السريع، مستهدفًا بذلك ليس فقط وحدة السودان وسلامه، بل قلب ثورة ديسمبر النابض وطموحات الشعب السوداني في بناء وطن حر، عادل، وديمقراطي.
لقد جاء عدوان 15 أبريل بعد شهور من الخداع والمماطلة، وبعد أن تم الترويج الكاذب لوحدة صف ودمج قوات. لكن ما كان تحت الطاولة هو مخطط مفضوح لإعادة تمكين فلول الإنقاذ، وتفجير الوضع الأمني لضرب أي إمكانية لتحول مدني حقيقي. لقد نُقضت المواثيق، وذُبحت التوافقات، واختار المجلس العسكري أن يكون عدوًا للشعب لا شريكًا له.
إن الحرب التي أشعلوها، بحجة “وحدة الجيش” و”حماية الدولة”، كانت في حقيقتها حربًا ضد روح ديسمبر وضد كل من وقف في وجه الانقلاب، وضد كل من قال “لا لحكم العسكر”، وضد الدعم السريع لأنه تجرأ ورفض الخنوع والانصياع لمخطط الاستبداد الجديد بوجهه القديم.
واليوم، وبعد مرور عامين، بات واضحًا للعيان:
أن الجيش فتح أبواب مؤسساته لعناصر الحركة الإسلامية لتقود المعركة.
أن الحرب ما كانت لتحصل لولا الغدر والتواطؤ والخيانة.
أن المستفيد الوحيد من هذه الفوضى هو مشروع الدولة العسكرية الإسلامية الذي ثرنا عليه في 2018 وأسقطناه في 2019.
لكنهم لا يتعلمون.
لقد دفع الشعب السوداني ثمن هذه الخيانة: آلاف الشهداء، ملايين النازحين، مجاعات، انهيار دولة، وأحلام أُجهضت. لكن رغم الألم، ما زالت جذوة الثورة مشتعلة، وما زال الوعي الوطني يتشكل من تحت الأنقاض، ليقولها الشعب مرة أخرى: لا عودة لحكم العسكر، لا مكان للإسلاميين، ولا مساومة على دماء الشهداء.
ونحن في هذه الذكرى الأليمة، نؤكد الآتي:
- أن الحرب التي بدأت في 15 أبريل هي جريمة ضد الشعب والثورة، ومَن بدأها يجب أن يُحاسب.
- أن من يقف ضد عودة النظام البائد هو في صف الثورة، ومن يتحالف مع الإسلاميين هو في صف الثورة المضادة.
- أن لا حل لأزمة السودان إلا بإسقاط مشروع العسكرة، وفتح الطريق أمام دولة مدنية كاملة تمثل كل السودانيين.
عاشت ثورة ديسمبر المجيدة
المجد للشهداء
ولا سلام مع الغدر ولا مساومة مع القتلة