تأسيس – SNOHR
قال المرصد السوداني الوطني لحقوق الإنسان إن الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 أدت إلى تهجير قسري لأكثر من 12 مليون شخص، بينهم 9 ملايين نازح داخلي، و3.5 مليون لاجئ عبروا إلى دول الجوار، في ما وصفه بأنها أكبر أزمة نزوح إنساني في العالم حاليًا.
وأضاف المرصد في بيانه الصادر اليوم الأربعاء، بالتزامن مع دخول الحرب عامها الثالث، أن ما لا يقل عن 25 مليون سوداني – أي ثلثي عدد السكان – بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة، محذرًا من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
أرقام صادمة: مجاعة، انهيار صحي وتعليمي
وكشف البيان أن أكثر من 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، من بينهم 755 ألف شخص في مراحل حرجة تُشبه المجاعة. كما انهارت الخدمات الصحية بنسبة كبيرة، إذ خرجت 80٪ من المستشفيات في مناطق النزاع عن الخدمة، بينما يفتقر 65٪ من السكان إلى الرعاية الصحية الأساسية.
وأشار المرصد إلى أن 19 مليون طفل حُرموا من التعليم، بينما يعاني 4 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية، ما ينذر بجيل كامل مهدد بالضياع والتهميش.
مخاوف من فشل سياسي وتصاعد للكراهية
وانتقد المرصد فشل المسارات السياسية والتفاوضية، وعلى رأسها محادثات جدة وجنيف، قائلاً:
“رغم الجولات المتعددة للحوارات، لم يُبدِ أي من الطرفين الإرادة السياسية اللازمة لخفض التصعيد أو حماية المدنيين”، معتبرًا أن “الانسداد الدبلوماسي الراهن يعكس فشلاً إنسانيًا وأخلاقيًا عميقًا”.
كما أبدى قلقه من تصاعد خطاب الكراهية والتحريض عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، محذرًا من أنه يشكل تهديدًا خطيرًا لوحدة المجتمع السوداني، وقد يقود إلى فظائع جماعية إذا لم تتم مواجهته.
دعوة إلى سلام شامل ومسؤولية دولية
اختتم المرصد بيانه بالتأكيد على ضرورة إطلاق عملية سلام شاملة ودائمة، تستند إلى العدالة والمساءلة، وناشد المجتمع الدولي بـ”التحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من نسيج السودان الإنساني والاجتماعي، ووقف التدهور قبل فوات الأوان”.