كشف مواطنون سودانيون فارون من الحرب، كانوا محتجزين لدى “القوة المشتركة” التابعة لحركات دارفور في منطقة المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، عن معاناة إنسانية قاسية عاشوها خلال شهور من الاحتجاز القسري، وذلك بعد أن أفرجت عنهم قوات الدعم السريع عقب سيطرتها على المنطقة مؤخرًا.
وفي مقاطع مصورة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تحدثت نساء ورجال من داخل مقر المحلية الذي كانت تستخدمه القوة المشتركة كمركز احتجاز، مؤكدين أن ظروفهم المعيشية كانت “مأساوية”، حيث غابت أبسط مقومات الحياة من ماء وغذاء وعلاج، وسط احتجاز طال لعدة أشهر دون توضيح الأسباب.
وقالت نساء إن أزواجهن اعتُقلوا من دون مبرر، بينما احتُجز الأطفال وكبار السن معهن في ظروف مزرية، مشيرات إلى أن سعر جالون الماء بلغ 3 آلاف جنيه سوداني، وهو مبلغ يفوق قدرة أسر فقدت معيلها وتعيش بلا مصدر دخل.
وذكر بعض المفرج عنهم أن مدة الاحتجاز تراوحت بين ثلاثة وأربعة أشهر، وكان الرد الوحيد على استفساراتهم هو أن “الطريق كعب”، في حين كانت تُفرض عليهم مبالغ ضخمة تصل إلى مليار جنيه سوداني كشرط للسفر إلى ليبيا، وهي مبالغ غير متاحة لأغلبهم.
وسرد أحد الرجال المفرج عنهم أن اثنين من أبنائه اعتُقلا بتهمة الانتماء لقوات الدعم السريع، واحتُجزا لمدة أربعة أشهر دون محاكمة.
من جهته، دعا أحد قادة الدعم السريع في المنطقة، عقب تحرير المدنيين، قيادة قواته إلى ضرورة توفير الدعم الإنساني والرعاية الصحية للمحتجزين السابقين، لحين تأمين طريق آمن لوصولهم إلى وجهاتهم النهائية.