أعلنت قوات الدعم السريع، مساء الإثنين، عن سيطرتها الكاملة على منطقة كرب التوم بولاية شمال دارفور، بعد معارك ضارية مع القوات المسلحة السودانية. وأكدت أنها استولت على عتاد عسكري كبير، شمل أسلحة ثقيلة وخفيفة وذخائر وآليات مدرعة، في أحدث تطور ميداني يُعزز مكاسبها العسكرية في الإقليم.
وقالت قيادة الدعم السريع في بيان مصور إن قواتها اقتحمت مواقع الجيش في كرب التوم، وأجبرته على الانسحاب بعد قتال عنيف، تخللته ضربات بطائرات مسيّرة وقصف مدفعي مركز، أدى إلى تدمير عدد من مواقع الدفاعات والتحصينات العسكرية التابعة للفرقة العاملة في المنطقة.
وأضافت أن القوات استولت على مخازن أسلحة ومركبات عسكرية بينها ناقلات جنود ومدافع ميدان، كما بثّت مقاطع فيديو تُظهر آليات ومعدات استولت عليها، بالإضافة إلى مشاهد لعناصر من الدعم السريع وهم داخل المواقع العسكرية التي تم السيطرة عليها.
وتُعد كرب التوم من المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية، نظرًا لقربها من الحدود الفاصلة بين ولايات دارفور وكردفان، ووقوعها على طرق الإمداد التي يستخدمها الجيش لتحريك قواته بين شمال وغرب البلاد.
ولم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من الجيش السوداني على فقدان كرب التوم، في حين أشارت مصادر محلية إلى حالة نزوح واسعة في صفوف السكان المدنيين، بسبب تصاعد القتال واستخدام الأسلحة الثقيلة داخل محيط المدينة.
يُذكر أن هذا التقدم الميداني للدعم السريع يأتي في إطار سلسلة من الهجمات المنسقة التي نفذتها مؤخراً على بابنوسة، زالنجي، وكبكابية، ما يُظهر انتقال الصراع إلى مرحلة تصعيد جديدة تشمل مناطق حيوية كانت تحت سيطرة الجيش.
ويُخشى أن تسهم هذه التطورات في مزيد من الانهيار الأمني والإنساني، خاصة في ظل الحصار المفروض على بعض المناطق، وتزايد الانتهاكات ضد المدنيين، وانقطاع سلاسل الإمداد والدواء.