بقلم: نمر عبدالرحمن
يعد معسكر زمزم للنازحين في شمال دارفور رمزًا للمعاناة والصمود في وجه الأزمات حيث تحول إلى ساحة لتجارب قاسية ومعاناة إنسانية لا مثيل لها ولا يمكن تجاهلها فقد قامت ما يسمي بالقوات المشتركة بتحويل هذا المعسكر الانساني إلى قاعدة عسكرية وثكنة وأرض للمعركة مما جعل حياة النازحين في خطر أكبر حيث تم استخدامهم كدروع بشرية في صراعهم المستمر مع قوات الدعم السريع
تتجاوز معاناة سكان معسكر زمزم لمجرد نقص المواد الغذائية الأساسية فالقوات المشتركة التي يفترض أن تحمي المدنيين كما تدعي في الحقيقة تسيء استخدام سلطتها من خلال حرمانهم من الخروج إلى أماكن بعيدة من مواقع الاشتباكات حيث يتم استغلال هؤلاء النازحين من خلال فرض قيود صارمة على حريتهم وخاصة حرية الحركة والتنقل وأي محاولة للاحتجاج تقابل بعنف شديد
وبالسجن والغرامه المالية هذا أدى إلى تدهور الوضع الانساني والصحي والنفسي والاجتماعي حيث يعيش المواطنون تحت وطأة الجوع والخوف والقلق المستمر.
كما أن الأساليب المروعة التي تمارس ضدهم بما في ذلك التقسيم التعسفي للمساعدات المالية التى تاتيهم من ذويهم عبر (تطبيق بنكك) تساهم في تفاقم الأوضاع فبدلاً من أن تستخدم المساعدات لتخفيف معاناتهم تستقطع منها نسبة تصل إلى 50% مما يزيد من بؤسهم ويعمق من أزماتهم الإنسانية.
دور قوات تحالف السودان التأسيسي:
في ظل هذه الظروف القاسية برز دور قوات تحالف السودان التأسيسي كمصدر أمل لاجلاء وتامين السكان الي خارج مواقع الاشتباكات فقد قامت هذه القوات بإطلاق نداءات للمواطنين في مدينة الفاشر ومعسكر زمزم و معسكري(ابوجا و نيفاشا) للابتعاد من مناطق الاشتباكات ،معززة جهودهم في تأمين ممرات آمنة نحو الأماكن الأكثر أمانًا
إن تدخل قوات تحالف السودان التأسيسي كان له أثر كبير في إنقاذ أرواح العديد من العائلات التي كانت محاصرة في ظروف انسانية وامنية قاسية وخطيرة. تعتبر هذه الجهود تجسيدًا حقيقيًا للتعاطف والتضامن الإنساني حيث لم تقتصر مهمة قوات التحالف على تأمين الخروج فحسب بل شملت أيضًا رعاية المواطنين الأبرياء وتوفير الحماية لهم. إن هذا الدور العظيم يستحق الإشادة والتقدير فهو يعكس التزام التحالف بإنهاء الحرب وتخفيف معاناة المواطنين ودعمهم في أوقات الأزمات الصعبة.
إن معسكر زمزم للنازحين يمثل صورة مأساوية للواقع الذي يعيشه الكثيرون في دارفور، ومع ذلك فإن الأمل لا يزال قائمًا بفضل الجهود المبذولة من قبل قوات تحالف السودان التأسيسي لذا يجب علينا أن نواصل تسليط الضوء على هذه الأوضاع المأساوية والدعوة إلى دعم جهود وقف الحرب واحلال السلام والاستقرار في المنطقة حتى يتمكن النازحون من العودة إلى حياتهم الطبيعية بكرامة وأمان.