الخرطوم – الخميس 11 أبريل 2025
أعلنت قوات الدعم السريع، اليوم الخميس، سيطرتها الكاملة على اللواء 24 التابع للفرقة السادسة في الجيش السوداني، بالإضافة إلى منطقة أم كدادة الاستراتيجية بولاية شمال دارفور، في تصعيد لافت ضمن المعارك المستمرة بين الطرفين منذ اندلاع الحرب في أبريل من العام 2023.
وفي بيان رسمي، وصفت قوات الدعم السريع هذا التقدم العسكري بأنه “نصر كبير” و”خطوة استراتيجية مهمة”، مؤكدة أن العملية جاءت بعد “معارك ضارية” تم التخطيط لها بدقة، وأدت إلى طرد ما وصفته بـ”الجيش الإرهابي ومجموعات المرتزقة المتحالفة معه”، على حد تعبير البيان.
ونشرت القوات تسجيلات مصورة من داخل مدينة أم كدادة، تُظهر انتشار عناصرها داخل المرافق الحيوية والمقار العسكرية التابعة للجيش، وسط أجواء من التأكيد على “فرض الأمن والاستقرار في المنطقة”، بحسب البيان.
سيطرة سابقة على العطرون
ويأتي هذا التطور بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الدعم السريع عن سيطرتها على واحة العطرون الواقعة في محلية المالحة بولاية شمال دارفور، بعد مواجهات عنيفة مع القوات المشتركة التابعة للجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه.
وذكرت قوات الدعم السريع أن المعركة في العطرون أسفرت عن “خسائر كبيرة في صفوف العدو” من حيث الأفراد والمعدات، مشيرة إلى الاستيلاء على كميات كبيرة من العتاد الحربي، بما في ذلك مركبات مدرعة وأسلحة متوسطة وثقيلة.
أبعاد استراتيجية
وتُعد منطقة أم كدادة من المواقع الحيوية في شمال دارفور نظرًا لموقعها الجغرافي واتصالها بعدد من المحاور الرئيسية في الإقليم، كما أن اللواء 24 يُعتبر من أبرز التشكيلات العسكرية التابعة للفرقة السادسة، والتي تمثل إحدى الركائز الأساسية لقوات الجيش في الإقليم.
وتشير التحليلات إلى أن تقدم قوات الدعم السريع في هذه المنطقة قد يغير موازين القوى ميدانيًا في شمال دارفور، لاسيما في ظل تزايد التوترات وتعدد الجبهات النشطة في الإقليم المضطرب.
خلفية النزاع
وتشهد البلاد منذ منتصف أبريل 2023 حربًا دامية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، خلفت حتى الآن أكثر من 20 ألف قتيل، وأجبرت قرابة 10 ملايين شخص على النزوح واللجوء، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.
ورغم الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي، فإن المعارك تتواصل في مختلف أنحاء السودان، في وقت تتصاعد فيه التحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة الملايين من المدنيين المحاصرين في مناطق النزاع.